في خطوة طبية هامة، كشفت مستشفيات قصر العيني التابعة لجامعة القاهرة عن أول حالة إصابة بمرض VEXAS النادر في مصر، وهذه الحالة تمثل بداية لفهم أعمق لهذا المرض الغامض، الذي يظل محط اهتمام الباحثين والعلماء في مختلف أنحاء العالم.
في تصريحات خاصة، أوضح الدكتور يسري عقل، رئيس قسم الأمراض الصدرية في مستشفى قصر العيني، والفريق الطبي المسؤول عن اكتشاف المرض في مصر، معنى اختصار VEXAS.
وفقًا للدكتور عقل، يرمز كل حرف في هذا الاسم إلى جانب من الجوانب البيولوجية التي تميز المرض، والحرف “V” يشير إلى مجموعة من العلامات الإكلينيكية المتعلقة بالخلايا، بما في ذلك الفقاعات الموجودة في نخاع العظام، بينما “E” يُعبّر عن الإنزيم E1 الذي يقوم بوظيفة مهمة في إزالة البروتينات من الخلايا السليمة، وفي حالة مرضى VEXAS، يكون هذا الإنزيم ناقصًا، مما يساهم في تطور المرض.
أما “X”، فترمز إلى الكروموزوم المرتبط بالجنس، وهو العامل الذي يجعل المرض أكثر شيوعًا بين الرجال الذين يتجاوزون سن الستين، أما الحرف “A”، فيشير إلى الالتهابات التي تحدث نتيجة تلف الخلايا، في حين أن “S” يعبر عن أن هذا المرض مكتسب ولا يُورث.
فيما يخص أعراض مرض VEXAS، فقد أوضح الدكتور عقل أن أبرز العلامات التي ظهرت على المريض الأول كانت التهابات شديدة في الجسم، مصحوبة بارتفاع في درجات الحرارة، وهي من أبرز المؤشرات التي تُنذر بالإصابة، وهذه الالتهابات تمتد لفترات طويلة ولا تستجيب للمضادات الحيوية المعتادة.
من بين الأعراض الأخرى التي تصاحب المرض: الشعور بالتعب الشديد، التهابات متكررة في الأذن والحنجرة، ضعف السمع، والتهابات في الغضاريف، كما يُلاحظ تطور الأنيميا الشديدة، ما يتطلب غالبًا نقل الدم للمريض بشكل متكرر، كما أن هذا المرض يسبب أيضًا تضخمًا في الغدد اللمفاوية، مما يزيد من تعقيد تشخيصه وعلاجه.
أما بالنسبة للعلاج، فقد أشار الدكتور عقل إلى أن العلاج الرئيسي يتمثل في استخدام الكورتيزون بالإضافة إلى الأدوية المضادة للفيروسات، ورغم التحديات التي قد يواجهها المرضى، فإن الحالة التي تم اكتشافها تشهد تحسنًا كبيرًا، ويخضع المريض لمتابعة مستمرة لتفادي أي مضاعفات قد تحدث.
الجدير بالذكر أن مرض VEXAS تم اكتشافه لأول مرة في الولايات المتحدة عام 2020، وهو يعد من الأمراض غير التقليدية التي تثير اهتمام الأطباء في العديد من الدول.
