في إطار فعاليات “شتاء طنطورة” التي تنظمها الهيئة الملكية لمحافظة العلا، يُتيح هذا المهرجان الفريد للزوار فرصة غمر أنفسهم في تقاليد الزفاف التي تمثل جزءاً عميقاً من التراث السعودي.
ويستعيد المهرجان عادات الزفاف التي تعود لأكثر من ستة عقود، ويأخذ الزوار في رحلة لا تنسى عبر الزمان والمكان، حيث تنبض البلدة القديمة بالحياة القديمة بكل تفاصيلها.
تبدأ التجربة بجوٍ من الحفاوة والضيافة التقليدية التي تستقبل الزوار على طريقة أهل العلا القديمة، ومن ثم يُغمر المشاركون في مشهد تمثيلي يُظهر كيف كان المجتمع يتعاون في بناء منزل العريس، ما يعكس روح الوحدة والتكاتف التي كانت سائدة في تلك الفترة، وإضافة إلى ذلك، يحصل الزوار على فرصة لتجربة جلسة رسم الحناء، التي تعتبر جزءاً من تقاليد الزفاف، ويُضفي هذا النشاط لمسة من الجمال والتفرد على المناسبة.
وفي خطوة أخرى، يعيش الزوار تجربة فريدة من نوعها عبر ارتداء الأزياء التقليدية الخاصة بالعروس والعريس، مما يتيح لهم التفاعل مع تفاصيل الزفاف بشكل مباشر، وتُعرض مشاهد تبرز تقليد “الخصف”، وهو أحد أساليب تزيين المنازل التي تعكس البساطة وأصالة الحياة في تلك الحقبة.
كما يتخلل الفعالية العديد من الأجواء الاحتفالية التي تشمل الأهازيج النسائية والألعاب الشعبية، التي تعكس جزءاً من الثقافة المحلية المميزة، وأحد أبرز المشاهد هو عندما يقوم العريس برش الزوار بالمسك والعنبر، في تقليد يعكس الجود وحسن الضيافة، وهو ما يعد علامة فارقة في مثل هذه الاحتفالات.
وفي الختام، يشهد الزوار انطلاق موكب الزفاف التقليدي، الذي يسير وسط الأضواء الخافتة للشموع في طريقه إلى قلعة العلا التاريخية، التي تطل على الواحة والبلدة القديمة، وهناك يتمتع الضيوف بعشاء فاخر يعكس أطباق المطبخ السعودي التراثي، بينما يحيط بهم أجواء ساحرة تدمج بين الماضي والحاضر.
“شتاء طنطورة”، الذي يمتد حتى 11 يناير، لا يقتصر على كونه فعالية سياحية، بل هو مهرجان يحتفل بالتراث السعودي ويسلط الضوء على عادات العلا الجميلة التي أضحت نقطة جذب سياحي بارزة، ما يعكس التزام المملكة بالحفاظ على هويتها الثقافية وتقديمها للعالم بشكل مبتكر.