شدد عبد الله عسيري استشاري الأمراض المعدية، من خطورة مرض الحصبة وتأثيره السلبي المحتمل على صحة الأطفال، حيث أكد على أهمية وضرورة التحصين في المدارس كخطوة حاسمة وضرورية لتوفير الحماية الشاملة لجميع الأطفال والمراهقين في المملكة، مشدداً على أن التحصين يُعدّ خط الدفاع الأول والأهم ضد هذا المرض المعدي، ويُساهم بشكل كبير في الحد من انتشاره بين الطلاب في البيئة المدرسية.
وأوضح الدكتور عسيري أن الهدف الرئيسي من حملات التحصين هو وقف ومنع انتشار فيروس الحصبة، بالإضافة إلى فيروسي الحصبة الألمانية والنكاف، وذلك من خلال تحقيق ما يُعرف بـ “المناعة المجتمعية”، وهي الحالة التي يتم فيها تحصين نسبة كبيرة من المجتمع ضد مرض معين، مما يُساهم في حماية الأفراد غير المحصنين أيضا.
وأشار إلى أن هذه الفيروسات تُعتبر شديدة العدوى وسريعة الانتشار، ولذلك من الضروري أن تصل نسبة المناعة المجتمعية إلى 95% على الأقل لضمان فعالية التحصين ومنع تفشي هذه الأمراض في المجتمع.
كما دعا الدكتور عسيري إلى تحصين جميع الأطفال والمراهقين في المملكة بجرعة إضافية من اللقاح الثلاثي الفيروسي (MMR)، الذي يُستخدم في المملكة العربية السعودية منذ ثلاثين عاماً، ويتمتع بمستوى عالٍ من الفعالية والأمان.
حيث يُعتبر هذا اللقاح آمناً وفعالاً في الوقاية من الأمراض الثلاثة، ويُوصى به بشدة من قبل الجهات الصحية المختصة، موضحاً أن هذه الجرعة الإضافية تُساهم في تعزيز المناعة وتوفير حماية أفضل للأطفال والمراهقين ضد هذه الأمراض.
وشدد الدكتور عسيري على أهمية تعاون أولياء الأمور والمدارس في إنجاح حملات التحصين، وحثّهم على تشجيع أبنائهم على تلقي اللقاح، وذلك حفاظاً على صحتهم وصحة المجتمع بشكل عام، مُبيناً أن التحصين يُعتبر مسؤولية مجتمعية تُساهم في بناء جيل صحي وقادر على مواجهة التحديات الصحية.