في نهاية الستينيات من القرن الماضي، تم وضع خطة سرية لاختطاف أبناء الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، في محاولة للانتقام منه بسبب تحميله مسؤولية الهزيمة العسكرية في حرب 1967 مع إسرائيل، والتي عُرفت بـ”النكسة”.
تفاصيل هذه الخطة تم الكشف عنها من خلال كتاب “أيام عشتها” للضابط السوري محمد معروف، الذي كان قد شغل مناصب عسكرية هامة قبل أن يُسجن ويُنفى إلى لبنان، وفقًا لما ذكره معروف، فقد سمع عن الخطة أثناء سجنه بين عامي 1968 و1969، عندما كان جميع أبناء حافظ الأسد قد وُلدوا، الطفلة بشرى الأسد، التي وُلدت في عام 1960، كانت أول أبناء الأسد، أما آخرهم كان اللواء ماهر الأسد، الذي وُلد في 1967.
وقال محمد معروف إن الخطة كانت جزءًا من حملة واسعة لتحميل حافظ الأسد مسؤولية النكسة، حيث كان يشغل منصب وزير الدفاع في ذلك الوقت، وتُظهر المعلومات التي نقلها معروف، أن أحد أفراد فصيل فلسطيني في سوريا كان قد أبلغ حافظ الأسد عن المؤامرة، مما أدى إلى فشل الخطة.
ويشير معروف إلى أن الخطة كانت تهدف إلى تقويض حكم الأسد من خلال اختطاف أطفاله، ولكنها باءت بالفشل بفضل تحذيرٍ مُبكر، رغم ذلك فإن الضابط السابق لم يذكر اسم الجهاز الأمني الذي كان يخطط لتنفيذ هذه العملية.
على صعيد آخر، تُظهر المصادر التاريخية أن حافظ الأسد كان يُحمل مسؤولية الهزيمة في حرب 1967 بسبب قيادته العسكرية في ذلك الوقت، وقد نشرت الإذاعة الإسرائيلية حينها أغنية تسخر من “ضباط القرداحة” الذين كانوا جزءًا من القيادة العسكرية السورية، مُوجهة اللوم لحافظ الأسد وأقرانه في القيادة العسكرية.
الجدير بالذكر أن عائلة الأسد، التي تنحدر من منطقة القرداحة، كانت تُعرف في البداية بلقب “الوحش”، وفقًا للباحث هاشم عثمان، وقد أشار عثمان إلى أن هذه الكنية تم تغييرها إلى “الأسد” بعد أن أطلقها المطران أرسلانيوس حداد على الجد سليمان الأسد، الذي كان أول من استقر في تلك المنطقة في أواخر القرن التاسع عشر.
هذه الخطة التي دُبرت لاختطاف أبناء حافظ الأسد، التي أُجهضت قبل أن تتحقق، كانت نقطة مفصلية في تاريخ سوريا، وشكلت جزءًا من الصراع السياسي الذي دفع المنطقة إلى تجاذبات معقدة أثرت على مسار الأحداث في البلاد.