أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل شخص وإصابة خمسة آخرين في مدينة حمص، إثر إطلاق قوات الأمن النار على متظاهرين خرجوا احتجاجًا على الاعتداء الذي طال مقامًا علويًا في المدينة.
هذا الهجوم أدى إلى توتر واسع النطاق في مختلف المدن السورية، حيث شهدت مناطق مثل حمص، اللاذقية، طرطوس، والقرداحة تظاهرات حاشدة، خاصة من الطائفة العلوية.
ووفقًا لمدير المرصد رامي عبد الرحمن، فقد اندلعت التظاهرات بعد انتشار مقطع فيديو يظهر الاعتداء على مقام أبو عبد الله الحسين الخصيبي في مدينة حلب، الذي زعم الفيديو أنه جرى مؤخرًا.
الفيديو الذي انتشر بسرعة عبر منصات التواصل الاجتماعي أثار موجة من الغضب في الأوساط العلوية، حيث أظهر مشاهد مروعة، من بينها قتل خمسة من خدم المقام وإضرام النيران فيه.
في حين أكدت وزارة الداخلية السورية أن الفيديو المتداول قديم، ويعود إلى فترة تحرير مدينة حلب، ووصفت الهجوم بأنه من تنفيذ “مجموعات مجهولة”، كما حذرت الوزارة من خطورة نشر هذا الفيديو في الوقت الراهن، معتبرة أن ذلك قد يؤدي إلى “إثارة الفتنة” بين أبناء الشعب السوري، في وقت تشهد فيه البلاد حالة من التوتر السياسي والأمني.
في أعقاب هذه التظاهرات، فرضت السلطات السورية حظرًا ليليًا للتجول في مدينتي حمص واللاذقية، وسط استمرار الحملة الأمنية، وقد رفع المتظاهرون في الشوارع شعارات تطالب بالانتقام لما تعرض له المقام، مرددين هتافات مثل “بالروح بالدم نفديك يا خصيبي” و”واحد واحد واحد الشعب السوري واحد”.
هذا التصعيد الأمني في مناطق الساحل السوري يعكس استمرار الانقسامات الطائفية في البلاد، وسط تحذيرات من تصاعد الاحتقان الطائفي الذي قد يهدد استقرار المنطقة.