تركيا تتحرك عسكرياً في الشمال السوري.. مواجهة جديدة مع قوات سوريا الديمقراطية

آمنة مجدي22 ديسمبر 2024آخر تحديث :
شمال سوريا

مع تصاعد التوترات الإقليمية، تبدو الساحة السورية مهيأة لتدخل عسكري تركي جديد، يستهدف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ما ينذر بمرحلة جديدة من الصراع في شمال البلاد.

تعتبر أنقرة قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية تهديداً مباشراً لأمنها القومي، حيث ترى في تلك الجماعات امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه كمنظمة إرهابية.

وتخشى الحكومة التركية من إنشاء كيان كردي مستقل على حدودها الجنوبية، الأمر الذي قد يشجع الأكراد داخل تركيا، والذين يقدر عددهم بأكثر من 20 مليون نسمة، على المطالبة بحكم ذاتي مشابه.

وتشير تقارير إلى أن تركيا تركز حاليًا على منطقة عين العرب (كوباني)، وهي منطقة تمثل أهمية رمزية واستراتيجية للأكراد، وكانت أنقرة قد شنت عدة عمليات عسكرية سابقة في سوريا، أبرزها “نبع السلام” عام 2019، بهدف إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود.

الخبير العسكري اللواء صالح المعايطة يرى أن التوغل التركي في العمق السوري لم يعد مجرد خيار بل أصبح ضرورة استراتيجية، موضحاً أن “أنقرة تخشى من تشكل هلال كردي يمتد على طول حدودها الجنوبية، مما يضعف موقفها الديموغرافي والجيوسياسي في المناطق ذات الأغلبية الكردية جنوب شرق البلاد”.

وأضاف أن قسد تمتلك أوراق ضغط هامة، منها السيطرة على 20% من الأراضي السورية التي تضم معظم حقول النفط، بالإضافة إلى السجون التي تأوي الآلاف من مقاتلي تنظيم داعش، ما يعقد الوضع بالنسبة لتركيا.

سيناريوهات محتملة للمشهد السوري

المعايطة يتوقع أن يتجه الوضع السوري إلى أحد السيناريوهات التالية:

  • إقامة حكم ذاتي مشابه لنظام طالبان.
  • نظام فدرالي يضمن وحدة الأراضي مع منح إدارة ذاتية محدودة.
  • تقسيم سوريا إلى مناطق أمنية على أسس طائفية وعرقية.
  • تشكيل دولة مدنية موحدة، وهو السيناريو الأقل احتمالاً بسبب التوترات الإقليمية والدولية.

وفي ظل التصعيد التركي والتحركات الميدانية، يبقى شمال سوريا محوراً لتنافس إقليمي ودولي، حيث تسعى تركيا لتأمين مصالحها في مواجهة قسد، بينما تظل مواقف القوى الدولية غير واضحة، ومع استمرار التوترات، يبدو أن المنطقة على أعتاب تغيرات كبرى قد تعيد رسم المشهد السياسي والعسكري فيها.

الاخبار العاجلة