في تصعيد جديد على خلفية التوترات المستمرة مع أوكرانيا، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السلطات الأوكرانية من عواقب محاولاتهم لاستهداف روسيا، قائلاً: “مهما حاولوا تدميرنا، فإنهم سيواجهون دمارًا أكبر”.
جاءت هذه التصريحات في وقت شهدت فيه روسيا زيادة في الهجمات الأوكرانية باستخدام الأسلحة الغربية، والتي كان آخرها هجوم بطائرات مسيرة استهدف برجًا سكنيًا في مدينة قازان.
بوتين، في حديثه عبر وسائل الإعلام، توعد أوكرانيا بمزيد من الدمار في حال استمرت الهجمات على الأراضي الروسية، مشيرًا إلى أن الصواريخ الروسية المتطورة، مثل صاروخ “أوريشنيك”، تعد قفزة كبيرة في صناعة الأسلحة، لم تكن هناك مثيلات لها في السابق، وأضاف بوتين أن موسكو مستعدة للرد على أي تصعيد، مؤكدًا أن روسيا ستواجه أي تهديدات بقوة أكبر.
كما شدد الرئيس الروسي على المخاطر المتزايدة للحرب العالمية الثالثة، قائلاً إن الغرب قد يكون في طريقه لتصعيد الموقف ضد بلاده، وأضاف:
“إذا كان الغرب يريد التصعيد، فلندعهم يفعلون ذلك، لكننا دائمًا مستعدون للرد”
من جانبه، أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة موسكو، الدكتور نزار بوش، أن هذه التصريحات تعكس مرحلة جديدة من الدعم الغربي لأوكرانيا، خصوصًا مع اقتراب تولي دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية، وأضاف أن روسيا قد ترد باستهداف المنشآت الحيوية في أوكرانيا مثل محطات الكهرباء والجسور والطرق، وذلك في إطار حقها في الدفاع عن نفسها أمام الهجمات الأوكرانية المتزايدة.
وتوقع بوش أن روسيا قد تسعى إلى تدمير المنشآت المدنية في أوكرانيا، مع تركيز أكبر على تعطيل قدرة كييف على العمل بشكل طبيعي، وأشار إلى أن بوتين يأمل في إنهاء هذه الحرب بشرط أن تبقى أوكرانيا دولة محايدة منزوعة السلاح، وأن تلتزم بعدم الانضمام إلى حلف الناتو.
من جانبه، اعتبر إبراهيم كابان، مدير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات، أن بوتين قد بدأ في رفع مستوى التهديدات مع زيادة دعمه العسكري لأوكرانيا، وأضاف أن روسيا قد تصبح أكثر تركيزًا على تحقيق أهدافها في أوكرانيا بعد أن تخلصت من التزاماتها الاقتصادية في سوريا.
بالمقابل، حذر كابان من أن التصعيد الحالي قد يؤدي إلى تصعيد أكبر من الغرب، وهو ما قد يخلق مزيدًا من الفوضى في المنطقة، وأشار إلى أن روسيا الآن تسيطر على العديد من المناطق الإستراتيجية في أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم والمنافذ البحرية في البحر الأسود.
