تشهد ليبيا حالة من التوتر الأمني الشديد بعد تعرض مصفاة الزاوية النفطية، الواقعة غرب العاصمة طرابلس، لأضرار جسيمة جراء اشتباكات مسلحة في محيطها في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد.
الاشتباكات التي وقعت بين مجموعات مسلحة أسفرت عن إصابة عدة خزانات في المصفاة، مما أدى إلى نشوب حرائق ضخمة تهدد سلامة المنشأة والعاملين فيها.
وأكدت المؤسسة الوطنية للنفط في بيان لها أنها قررت إعلان “حالة القوة القاهرة” بعد الأضرار الكبيرة التي تعرضت لها المصفاة، ورغم الجهود المبذولة من قبل فرق الأمن والسلامة للسيطرة على الحرائق والتسريبات في خطوط الغاز، فإن المخاطر لا تزال قائمة، ويعاني العاملون والمواطنون في المنطقة من تهديدات متزايدة نتيجة استمرار الاشتباكات.
المؤسسة أكدت أنها تتابع تطورات الوضع بشكل مستمر، مشيرة إلى أن هناك حالة انعقاد دائم مع الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات الضرورية لتقليص المخاطر التي تهدد الأرواح والممتلكات، وطلبت من الجهات الأمنية التحرك الفوري لوقف هذه الاشتباكات التي باتت تشكل تهديدًا مباشرًا للمنشآت النفطية في المنطقة.
وأضافت المؤسسة أن المواد القابلة للاشتعال الموجودة في خزانات المصفاة تزيد من خطورة الوضع، مطالبة حكومة الوحدة الوطنية الموقتة بالتدخل السريع لوقف هذه الاشتباكات وحماية المنشآت الحيوية في البلاد.
هذا الحادث يأتي في وقت حساس بالنسبة لقطاع النفط الليبي الذي حقق مؤخرًا زيادة في إنتاجه إلى 1.422 مليون برميل يوميًا، وهو أعلى مستوى منذ أكثر من عقد من الزمن، لكن هذه التطورات الأمنية قد تعرقل الجهود المبذولة للحفاظ على استقرار الإنتاج النفطي في ليبيا.
قطاع النفط في ليبيا، الذي يعد المصدر الرئيسي للإيرادات في البلاد، يواجه تحديات متزايدة بسبب الانقسامات السياسية والاشتباكات المسلحة التي تؤثر على قدرة البلاد في الحفاظ على أمن منشآتها النفطية وحماية مواردها الاستراتيجية.
