تتجه الأنظار نحو المملكة العربية السعودية بعد إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) عن منحها حق استضافة كأس العالم 2034، لتكون المرة الثانية التي يقام فيها هذا الحدث التاريخي في الشرق الأوسط، وهذه الخطوة تعد بمثابة علامة فارقة في مساعي السعودية لتنويع اقتصادها وتوسيع نطاق تأثيرها على الساحة الرياضية العالمية.
خلال السنوات الأخيرة، أثبتت المملكة أنها لاعب رئيسي في عالم الرياضة العالمية من خلال استثمارات ضخمة في مجالات متعددة مثل سباقات السيارات، والغولف، والتنس، والملاكمة، ومع استضافة كأس العالم 2034، تأمل السعودية في جذب ملايين الزوار والإنعاش الاقتصادي من خلال هذا الحدث الضخم.
وتقدم المملكة لاستضافة كأس العالم جاء بعد انسحاب أستراليا، مما جعل السعودية المرشح الوحيد لتكون الدولة المضيفة، وهذه الخطوة تعكس رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في تطوير الرياضة كجزء من استراتيجية شاملة لتنويع الاقتصاد السعودي بعيدًا عن النفط، والرياضة في هذا السياق، أصبحت عنصرًا محوريًا في تنمية السياحة والترفيه للشباب السعودي، وهو ما يتوافق مع أهداف رؤية 2030.
الاستعدادات السعودية لاستضافة البطولة ستكون ضخمة، وسيتم بناء 15 ملعبًا جديدًا في خمس مدن رئيسية، بما في ذلك الرياض وجدة والخبر وأبها ونيوم، ويتضمن المشروع تحديث 4 ملاعب قائمة لتواكب معايير الفيفا، ما يعكس التزام المملكة بتوفير أفضل المرافق للمباريات، كما تم الإعلان عن خطط لإنشاء أكثر من 230,000 غرفة فندقية جديدة لاستيعاب الزوار، مع توسعات كبيرة في قطاع النقل الجوي والبحري.
وتستهدف السعودية من استضافة هذا الحدث العالمي جذب الاستثمارات الأجنبية وفتح فرص عمل جديدة، كما ستعمل على تعزيز قطاع السياحة من خلال استقطاب جماهير ومؤسسات رياضية عالمية، كما تسعى المملكة إلى إطلاق طيران الرياض، ثاني خطوطها الجوية، التي تهدف إلى ربط المملكة بـ 100 وجهة عالمية بحلول عام 2030.
