ترامب يُثير الجدل بمطالبه لإعادة السيطرة على قناة بنما

آمنة مجدي24 ديسمبر 2024آخر تحديث :
ترامب

عاد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لإثارة الجدل مجددًا بعد تصريحات أدلى بها خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث طالب بعودة قناة بنما إلى السيطرة الأمريكية، وهي الدعوة التي قوبلت برفض قاطع من حكومة بنما التي أكدت سيادتها المطلقة على الممر المائي.

في منشور عبر منصته “تروث سوشال”، انتقد ترامب ما وصفه بـ”الرسوم الباهظة” التي تفرضها بنما على استخدام القناة، متهمًا الحكومة البنمية بالاستفادة بشكل غير عادل من الكرم الأمريكي التاريخي، وقال: “إن الرسوم المفروضة سخيفة للغاية بالنظر إلى الدعم السخي الذي قدمته الولايات المتحدة سابقًا لبنما”.

وافتتحت قناة بنما عام 1914 بعد أن بنتها الولايات المتحدة، وظلت تحت إدارتها حتى توقيع اتفاقية عام 1977 التي نصت على نقل السيطرة تدريجيًا إلى حكومة بنما، واستكملت بنما استلام القناة بشكل كامل عام 1999.

ومع ذلك، شهدت العلاقات الأمريكية البنمية العديد من التوترات حول القناة، أبرزها احتجاجات عام 1964 التي خلفت قتلى وأدت إلى انقطاع العلاقات الدبلوماسية لفترة وجيزة، وفي أواخر الثمانينيات، تصاعدت الأزمة بسبب سياسات مانويل نورييغا، الذي أُطيح به بعد تدخل عسكري أمريكي.

وفي رد سريع على تصريحات ترامب، قال الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو في بيان رسمي: “قناة بنما وكل شبر من أراضيها ينتميان إلى شعب بنما.. سيادتنا ليست محل تفاوض”، وأضاف أن القناة تديرها بنما بشكل مستقل دون أي تأثير من قوى أجنبية، بما في ذلك الولايات المتحدة أو الصين.

في عام 2000، بدأت بنما مواجهة تحديات جديدة مع تزايد حجم التجارة العالمية وتجاوز قدرة القناة الأصلية. وأطلقت البلاد مشروع توسعة ضخمًا في 2007، استغرق قرابة عقد من الزمن لاستكماله، ولكن في السنوات الأخيرة، أثرت أزمات الجفاف على عمل القناة، مما دفع السلطات إلى فرض قيود على المرور وزيادة الرسوم، وهو ما أثار حفيظة ترامب.

كما اتهم ترامب أيضًا الصين بالسعي لتعزيز نفوذها في منطقة القناة، مشيرًا إلى علاقة بنما المتنامية مع بكين بعد قطع علاقاتها الدبلوماسية مع تايوان في 2017، ومع ذلك نفت حكومة بنما هذه المزاعم، مؤكدة أن القناة تدار بشكل مستقل دون تأثير أجنبي.

ليست هذه المرة الأولى التي يعبر فيها ترامب عن رغبة الولايات المتحدة في استعادة السيطرة على أراضٍ أجنبية، فخلال رئاسته الأولى، اقترح شراء غرينلاند من الدنمارك، وهو الاقتراح الذي قوبل بالرفض القاطع، كما ألمح مؤخرًا إلى إمكانية إدراج كندا كولاية أمريكية إضافية.

الاخبار العاجلة