مأساة مختفية في الظلال: مازن حمادة وجرائم الأسد التي ما زالت تُخبأ

آمنة مجدي10 ديسمبر 2024آخر تحديث :
مازن الحمادة

أمس الإثنين، انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي صور مروعة لجثة تعرّضت للتعذيب في أحد سجون النظام السوري، ومصادر إعلامية أكدت أن الجثة تعود للناشط السوري “مازن حمادة”، الذي اختفى عن الأنظار لسنوات طويلة، ليكشف مقتله في سجون الأسد بعد غياب معلوماته لفترة طويلة، وهو مصير مئات الآلاف من المعتقلين السوريين الذين لا يزال مصيرهم غامضًا، حتى بعد انهيار النظام وفتح معظم السجون السورية.

مازن حمادة، الناشط من مدينة دير الزور والذي هاجر إلى هولندا منذ سنوات، كان قد عمل فنيًا في شركة “شمبرغير” الفرنسية في مجال التنقيب عن النفط في دير الزور، ومنذ بداية الثورة السورية، أصبح حمادة أحد أبرز الأصوات الناقدة لنظام الأسد، وشارك في عدة أفلام وثائقية تحدثت عن التعذيب في سجون النظام، محاولًا فضح الانتهاكات بحق المعتقلين، ورغم ذلك، كان مصيره في النهاية مشابهًا لآلاف آخرين، حيث تم اعتقاله من قبل أجهزة المخابرات في شباط 2020 بعد عودته إلى سوريا إثر تسوية مع السفارة السورية في برلين.

تروي شهادات حمادة عن تجارب مريرة تعرض لها في سجون النظام، بما في ذلك التعذيب الوحشي في فرع المخابرات الجوية، في شهادته أمام محكمة لاهاي، وصف كيف تعرض هو وآخرون إلى أبشع أنواع التعذيب، مثل “الشبح”، “الخازوق”، وضرب الأعضاء التناسلية باستخدام أدوات حادة.

كما تحدث عن ظروف السجون القاسية، حيث كان معتقلًا في زنزانات ضيقة، تضم عشرات السجناء الذين يُتركون بلا مأوى ولا طعام، ومع مرور الزمن، أصبح حمادة أحد الأصوات المهمة التي فضحت جرائم النظام، لكن في النهاية، كان هو أيضًا ضحية لهذه الآلة القمعية.

المفاجأة لم تتوقف عند هذا الحد، ففي وقت لاحق من هذا الأسبوع، أظهرت مقاطع فيديو صادمة عشرات الجثث المكدسة في ثلاجات حفظ الموتى بمشفى حرستا العسكري في ريف دمشق، وهذه الجثث تعود لمعتقلين سوريين تم تصفيتهم حديثًا في السجون السورية، ليتم نقلهم إلى المستشفى تمهيدًا لدفنهم في مقابر جماعية، هذه الفيديوهات تؤكد على المدى الذي وصل إليه النظام في ممارسته لجرائم ضد الإنسانية، حيث يتم قتل المعتقلين بشكل منهجي ومنظم.

الاخبار العاجلة