في ظل استمرار الغموض الذي يكتنف مصير الصحفي الأميركي أوستن تايس، أعلنت منظمة “دعم الرهائن حول العالم”، الثلاثاء، أن لديها معلومات تفيد بأن تايس كان على قيد الحياة حتى يناير 2024، وأوضحت المنظمة أن النظام السوري السابق بقيادة بشار الأسد احتجز تايس كرهينة خشية مواجهة مصير مشابه لمصير الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
خلال مؤتمر صحفي عُقد في دمشق، أكدت المنظمة أن بعض السجون السورية أُفرغت بشكل متعمد قبل سقوط النظام، مشيرة إلى أن الشعب السوري قد يلعب دورًا حاسمًا في كشف مكان الصحفي المختفي.
وشددت المنظمة على أن لديها شكوكًا قوية تفيد بعدم تسليم تايس لأي جهة أجنبية، بل ظل في قبضة النظام السوري، كما أعلنت تقديم أسماء مسؤولين يُعتقد أنهم متورطون في عملية اختطافه إلى منظمات حقوقية دولية.
أوستن تايس، الصحفي الذي وُلد في هيوستن بولاية تكساس عام 1981، اختفى في أغسطس 2012 أثناء تغطيته للأحداث في ضاحية داريا قرب دمشق، تايس كان قد عمل مع مؤسسات إعلامية بارزة مثل “واشنطن بوست” ووكالة الأنباء الفرنسية، وقبل أن يتوجه إلى الصحافة، خدم كقائد في مشاة البحرية الأميركية، وحصل على جوائز عدة عن تغطيته الصحفية، بما في ذلك جائزة جورج بولك لتغطية النزاعات.
خلال الأشهر الأخيرة، أطلقت منظمة “دعم الرهائن” حملة ضخمة شملت سوريا والدول المجاورة، حيث وُجهت رسائل باللغة العربية إلى ملايين السوريين بهدف جمع أي معلومات عن تايس، وهذه الجهود أثمرت عن اكتشاف تفاصيل جديدة، من بينها حالة المواطن الأميركي ترافيس تيمرمان، الذي كان يُعتقد أنه مفقود في المجر، لكنه وُجد محتجزًا في أحد السجون السورية منذ أوائل 2024.
من جانبه، أشار المحامي السوري ميشال شماس، الناشط في مجال حقوق الإنسان، إلى أن سقوط النظام السوري تزامن مع حالة من الفوضى المخطط لها مسبقًا بهدف طمس الجرائم المرتكبة، بما في ذلك حالات الاختفاء القسري، وأكد أن قضية تايس ليست حالة فردية، بل جزء من مأساة أوسع تشمل عشرات الآلاف من المختفين قسريًا في سوريا.
عائلة تايس تواصل مطالبتها بالكشف عن مصير ابنها، مؤكدة رغبتها في رؤيته يعود سالمًا بعد أكثر من عقد على اختفائه، في الوقت نفسه لا تزال الولايات المتحدة تبذل جهودًا دبلوماسية لاستعادته، معربة عن اعتقادها بأن تايس ظل محتجزًا لدى السلطات السورية منذ اختفائه.