تشهد مناطق شمال وجنوب قطاع غزة أزمة إنسانية متفاقمة، حيث يعاني السكان من المجاعة نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة الناجمة عن الحرب المستمرة منذ أكثر من عام بين إسرائيل وحركة حماس، وحسب شهادات سكان محليين يعاني سكان القطاع من نقص حاد في المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية.
وأشار خليل أبو القمصان، أحد سكان شمال غزة، إلى أن “المناطق في غزة وخاصة في الشمال تعاني من قلة الطعام والمواد الغذائية، حيث يعتمد السكان على مخزون قديم من المواد التي كانت متوفرة قبل أشهر”، وذكر أن الوضع أدى إلى عودة المجاعة في المنطقة، وأن إسرائيل تتبع سياسة تعمد تجويع السكان من خلال منع دخول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك المواد الغذائية الأساسية مثل الخبز والدقيق، وأضاف أن الأسعار المرتفعة جعلت الحصول على الطعام أمرًا بالغ الصعوبة، مما يزيد من معاناة النساء والأطفال.
وفي شهادة أخرى، قال محمد الطويل، الذي نزح من شمال القطاع إلى مدينة دير البلح، إن الأسواق أصبحت فارغة من الطعام، وإذا توفرت بعض الأصناف فهي تباع بأسعار غير معقولة، وأكد أن العائلة بحاجة إلى ما لا يقل عن 100 دولار يوميًا لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
من جانب آخر، قال الخبير الفلسطيني نصر عبد الكريم، إن السياسة الإسرائيلية في قطاع غزة تعتبر خطرًا على سكان المنطقة، حيث تسعى إسرائيل إلى تجويع السكان لدفعهم إلى مغادرة القطاع، وهو جزء من استراتيجيات اليمين الإسرائيلي، وأضاف أن هذا النهج يهدف إلى تدمير الاقتصاد الفلسطيني واستغلال الوضع لإجبار حركة حماس على تقديم تنازلات، وهو ما سهلته الحكومة الإسرائيلية في الماضي.
وفيما يتعلق بالمساعدات الدولية، تشير التقارير إلى أن هناك ضغوطًا من المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة، على إسرائيل لتحسين وصول المساعدات إلى القطاع، إلا أن الوضع الإنساني في غزة يظل مهددًا بتفاقم المجاعة ما لم تتخذ خطوات عاجلة لوقف هذه السياسات القاسية.