في مقاله الأخير، ناقش الناقد الفني طارق الشناوي المأزق الذي يعيشه الفن في ظل الضغوط المتزايدة من وسائل التواصل الاجتماعي، موضحًا كيف باتت هذه المنصات تفرض أحكامًا أخلاقية على الفنانين بدلًا من التركيز على العمل الفني ذاته.
واستشهد الشناوي بتصريحات مي عمر حول دورها كراقصة في مسلسلها القادم، حيث قالت إنها “سترقص على خفيف”، ليؤكد الشناوي أنه لا وجود لرقص “خفيف” أو “ثقيل” في الفن، بل يعتمد على متطلبات الدور الدرامي.
وأشار الشناوي إلى تأثير الخوف من الانتقادات والهجوم الذي يتعرض له الفنانون بسبب الأعمال التي يقدمونها، ما دفع بعضهم إلى تقديم تبريرات حول مشاركتهم في المهرجانات الفنية أو الامتناع عن حضورها، لا سيما مع ظهور مهرجانات جديدة مثل مهرجان الجونة في مصر والبحر الأحمر في السعودية.
وأكد أن الرأي العام لا يعكس بالضرورة توجهات وسائل التواصل الاجتماعي التي تستخدم كل الوسائل، أحيانًا غير المشروعة، لتحقيق الانتشار.
كما استعرض الشناوي بعض الأمثلة من الأفلام القديمة، مثل “الراقصة والسياسي” و”الراقصة والطبال” لنبيلة عبيد، موضحًا أن المشاهد آنذاك كانت تعكس متطلبات القصة الدرامية بدون قيود خارجية، وتطرق أيضًا إلى تدخلات الرقابة وحذف بعض المشاهد في أفلام ومسلسلات حديثة لتجنب إثارة الجدل.
واختتم الشناوي مقاله بالإشارة إلى أن الأعمال الدرامية اليوم أصبحت تتبع أذواق الجمهور على حساب المصداقية الدرامية، مما حول الفن إلى “فن خفيف” لا يعكس الواقع الفني الكامل.