أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الصومالي أحمد معلم فقي، الاثنين، التزام مصر الثابت بدعم سيادة الصومال والحفاظ على سلامة أراضيه، في إطار مبادئ القانون الدولي، وشدد على أهمية التعاون بين البلدين لتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي.
أعلن عبد العاطي أن العلاقات المصرية الصومالية ستشهد نقلة نوعية نحو شراكة استراتيجية، تشمل عدة محاور أساسية، وأوضح أن المحور الأول يتمثل في تعزيز التعاون السياسي من خلال تبادل الزيارات بين القيادات والمسؤولين رفيعي المستوى، أما المحور الثاني فيركز على توسيع التعاون الاقتصادي وزيادة الاستثمارات المصرية في الصومال، وأضاف أن المحور الثالث يشمل التعاون الأمني والعسكري، بما يسهم في دعم القوات الصومالية في مواجهة الإرهاب وتحقيق الاستقرار.
وأشاد وزير الخارجية الصومالي أحمد معلم فقي بالدور المصري البارز في دعم الصومال منذ حقبة الاستعمار وحتى اليوم، وأعرب عن امتنانه للدعم المصري المتواصل في الحفاظ على وحدة واستقرار بلاده، مؤكداً التزام الصومال بجميع الاتفاقيات الثنائية الموقعة مع مصر.
وفي سياق آخر، أثارت المصالحة التي جرت مؤخرًا بين الصومال وإثيوبيا بوساطة تركية تساؤلات حول انعكاساتها على التعاون العسكري بين مصر والصومال، ويأتي الاتفاق بين مقديشو وأديس أبابا بعد فترة من التوترات الإقليمية، حيث نص على ضمان وصول إثيوبيا إلى منفذ بحري عبر الأراضي الصومالية تحت السيادة الصومالية.
وأشار خبراء إلى أن الاتفاق قد يعيد تشكيل التوازنات الإقليمية، خاصة في ظل استعداد مصر لتعزيز حضورها العسكري في الصومال ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي الجديدة، والتي تهدف إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة.
أكد عبد العاطي على أهمية أن يبقى البحر الأحمر منطقة حصرية للدول المطلة عليه، مشددًا على رفض أي تدخلات من دول غير مشاطئة، وهذا الموقف يعكس التزام مصر بالحفاظ على أمنها القومي وتعزيز الاستقرار الإقليمي عبر شراكات استراتيجية قائمة على الثقة والتعاون.
يؤكد هذا المؤتمر الصحفي رؤية مشتركة بين مصر والصومال نحو مستقبل قائم على تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والأمني، بما يخدم مصالح البلدين ويدعم استقرار منطقة القرن الأفريقي.
