أصدرت الأمم المتحدة تحذيرات جدية من امتداد التطرف والجريمة المنظمة في منطقة غرب أفريقيا والساحل، مما قد يزيد من زعزعة الاستقرار في القارة، وجاء هذا التحذير على لسان المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى المنطقة، ليوناردو سانتوس سيماو، خلال عرضه أمام مجلس الأمن الدولي.
أكد سيماو أن التوقف عن تنفيذ عمليات القوة المشتركة لمجموعة الخمس في الساحل، بالإضافة إلى إعادة هيكلة مبادرة أكرا، يبرز ضرورة حيوية لإعادة تفعيل آليات الأمن الإقليمي، كما دعا إلى تعزيز الدعم لقوة المهام المشتركة المتعددة الجنسيات، التي تعد المنصة الأمنية العملياتية الوحيدة في حوض بحيرة تشاد، لمكافحة الجماعات المسلحة التي أصبحت أكثر تسليحًا وتجهيزًا.
وأوضح المبعوث الأممي أن غرب أفريقيا والساحل لا يزالان يواجهان أزمات سياسية وأمنية وإنسانية متفاقمة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الهامة في 2025، كما أشار إلى تزايد العدوانية من قبل الجماعات المتطرفة التي تستخدم أسلحة متطورة، مثل الطائرات بدون طيار، مما يعمق معاناة المدنيين وأفراد الأمن في المنطقة.
تطرق سيماو أيضًا إلى الوضع في تشاد، التي تواجه تحديات مزدوجة من النزوح والفيضانات، بالإضافة إلى تصاعد العنف في بوركينا فاسو ومالي والنيجر ونيجيريا، مما أدى إلى نزوح ملايين الأشخاص، وأكد أن نقص التمويل للنداءات الإنسانية قد جعل الكثير من الناس عرضة للخطر.
وفي سياق متصل، أبرز سيماو التركيز على الانتخابات الرئاسية المقبلة في ساحل العاج وغينيا بيساو، وكذلك الإصلاحات الدستورية في غامبيا وسط بيئة سياسية متوترة، كما هنأ غانا والسنغال على نجاح انتخاباتهم الأخيرة، حيث أشاد بتوقيع “ميثاق السلام” من قبل جميع المرشحين في غانا وتسهيل انتقال السلطة بسلاسة بعد تنازلات من المنافسين السياسيين.
من جانبها، تحدثت المديرة التنفيذية لشبكة بناء السلام في غرب أفريقيا، ليفينيا أدي منساه، في مداخلتها أمام مجلس الأمن عن نظام الإنذار المبكر الذي أشار إلى تزايد الهجمات المسلحة في المناطق الحدودية الضعيفة، وأدت هذه الهجمات إلى تفاقم نقص الطاقة والغذاء والبطالة بين الشباب، فضلاً عن إغلاق 12 ألف مدرسة وتأثر أكثر من مليوني طفل.
وفي ظل هذه الظروف، أكدت أدي منساه أيضًا أن هناك زيادة في خطر الزواج المبكر والاستغلال والاتجار بالفتيات، وأشارت إلى وجود شعور عام بتراجع الديمقراطية في المنطقة، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع، كما نوهت إلى أن قرار النيجر ومالي وبوركينا فاسو في يناير 2024 بالانسحاب من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، لتشكيل تحالف خاص بهم، يعقد المشهد ويعرض الاستقرار الإقليمي والبرنامج الديمقراطي للتهديد.