تجري دمشق في الآونة الأخيرة تحركات دبلوماسية حيوية عقب الإطاحة بنظام بشار الأسد، حيث يقوم نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، بإجراء محادثات موسعة مع القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، يوم الإثنين المقبل.
تعد زيارة الصفدي الأولى من نوعها لمسؤول عربي يلتقي القيادة السورية الجديدة وعددًا من المسؤولين البارزين.
وفي خطوة تهدف إلى رسم ملامح العلاقات المستقبلية، التقى الشرع يوم الأحد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، والزعيم الدرزي اللبناني، وليد جنبلاط، وتأتي هذه اللقاءات ضمن مساعي الإدارة الجديدة لتعزيز حضورها الدولي وتوطيد العلاقات مع القوى الإقليمية.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي، أعلن الشرع عن قرب إعلان هيكلة وزارة الدفاع والجيش، مؤكدًا أن الأسلحة يجب أن تكون تحت سيطرة الدولة فقط، بما يشمل تلك التي تمتلكها قوات سوريا الديمقراطية.
من جانبه شدد فيدان على ضرورة تفكيك الوحدات الكردية المسلحة وإعادة بناء سوريا بعيدًا عن التدخلات الخارجية والعقوبات الاقتصادية.
والشرع أشار إلى بدء الفصائل المسلحة بالاندماج في الجيش السوري، دون تحديد جدول زمني واضح، وذكرت تقارير إعلامية أن مرهف أبو قصرة، أحد رموز المعارضة التي قادت الإطاحة بالنظام السابق، مرشح بارز لتولي حقيبة الدفاع في الحكومة الانتقالية.
وخلال لقائه جنبلاط، أكد الشرع أهمية التعايش المشترك بين مختلف الطوائف في سوريا الجديدة، مشددًا على حماية الأقليات من أي استغلال أو اضطرابات، وأوضح أن سوريا تسعى لتكون دولة جامعة بعيدًا عن السياسات الطائفية التي سادت في الماضي.
كما تعهد الشرع باحترام سيادة لبنان ووحدة أراضيه، مشيرًا إلى ضرورة بناء علاقات خالية من التدخلات السابقة، من جانبه دعا جنبلاط إلى محاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق السوريين واللبنانيين، مشيدًا بانطلاقة جديدة للعلاقات بين البلدين.