توفي يوسف ندا، أحد الأسماء البارزة في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين، عن عمر يناهز 94 عامًا، يُعتبر ندا من الشخصيات المؤثرة التي أسهمت بشكل كبير في بناء شبكة مالية كبيرة للإخوان، حيث شغل منصب رئيس مجلس إدارة “بنك التقوى” الذي اتهمته الحكومة الأمريكية بدعم الإرهاب، كما كان مفوضًا للعلاقات السياسية الدولية داخل الجماعة.
ولد يوسف ندا في الإسكندرية عام 1931، وانضم إلى جماعة الإخوان في سن مبكرة عام 1947، ثم تخرج في كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية في أواخر الخمسينيات، وفي عام 1954، تم اعتقاله في قضية اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر، ليقضي نحو عامين في السجن قبل أن يُفرج عنه في 1956 ويُفصل من الجامعة بعدها.
بدأ ندا مسيرته التجارية بعد خروجه من السجن، حيث أطلق مكتبًا لتصدير منتجات الألبان، ونجح في إبرام عقود مع شركات نمساوية وسويسرية، وفي عام 1960، انتقل إلى ليبيا ثم إلى سويسرا حيث أسس العديد من الشركات التي عملت لصالح جماعة الإخوان، وقد لعب ندا دورًا مهمًا في تعزيز علاقات الجماعة مع النظام الإيراني بقيادة الخميني بعد عام 1979، ودعم نشر أفكار الإخوان عالميًا.
وفي عام 1988، أسس “بنك التقوى” في جزر البهاما، الذي كان يعد أول بنك إسلامي خارج العالم العربي، وسرعان ما أصبح البنك أحد العناصر الأساسية في شبكة الأعمال التي أسسها ندا، ليصبح لاعبًا مهمًا في الأسواق المالية الدولية.
لكن مسيرته لم تكن خالية من الجدل، فقد تمت محاكمته غيابيًا في مصر في 2008 بتهم تمويل الأنشطة الإرهابية، وحُكم عليه بالسجن 10 سنوات، ومؤخرًا تم إدراج ندا في قوائم الإرهاب الدولية، إلى جانب 76 من قيادات الإخوان الآخرين، في إجراء اتخذته السلطات المصرية في إطار مكافحة الإرهاب.