شهدت مدينة ماغدبورغ الألمانية، مساء الجمعة الماضي، واقعة صادمة حيث دهست سيارة حشدًا من الزوار في سوق عيد الميلاد، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة أكثر من 200 آخرين.
الشرطة الألمانية أعلنت اليوم عن توجيه اتهامات رسمية لطالب العبد المحسن، مواطن سعودي يبلغ من العمر 50 عامًا، بتهمة القتل العمد والشروع في القتل.
المشتبه به، الذي اندفع بسيارته لمسافة طويلة وسط السوق المكتظ، نفذ الهجوم بمفرده وفقًا للبيانات الأولية، وبينما يكتنف الغموض دوافع الجريمة، تشير المعلومات إلى أن الجاني أبدى في السابق عداءً للإسلام، وهو ما أكدته وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر أثناء زيارتها لموقع الحادث.
وأفادت الشرطة أن بين القتلى طفلًا لم يتجاوز عمره تسع سنوات، ما زاد من حجم الفاجعة التي أعادت إلى الأذهان هجمات مشابهة في ألمانيا خلال السنوات الماضية.
وأكدت مصادر سعودية أن السلطات في الرياض سبق أن حذرت ألمانيا بشأن خطورة العبد المحسن، حيث أرسلت ثلاثة بلاغات خلال الفترة الماضية حول آرائه المتطرفة التي نشرها عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، ومع ذلك لم تتخذ السلطات الألمانية أي إجراءات وقائية، بحسب ما أورد موقع “دير شبيغل”.
الحادثة وقعت في ظل حملة انتخابية ساخنة داخل ألمانيا، ما دفع السلطات الأمنية إلى رفع مستوى الاستعداد تحسبًا لأي تهديدات إضافية، وتزامن هذا الاعتداء مع ذكرى هجوم مشابه في برلين قبل ثماني سنوات، مما أعاد النقاش حول فعالية التدابير الأمنية في مواجهة مثل هذه الحوادث.
والعبد المحسن، المقيم في ألمانيا منذ أكثر من عقدين، يحمل سجلًا مثيرًا للجدل بسبب آرائه الناقدة للإسلام وتصريحاته العلنية التي أثارت جدلًا واسعًا، وتشير التقارير إلى أنه كان يستخدم منصات التواصل الاجتماعي لاتهام السلطات بالتقصير في مواجهة ما وصفه بـ”التطرف الإسلامي”.