في تطور غير مسبوق منذ سقوط نظامه، أدلى الرئيس السوري السابق بشار الأسد بتصريحات نُشرت عبر حساب رئاسة الجمهورية السابق على مواقع التواصل الاجتماعي، البيان، الذي صدر يوم الاثنين، حمل العديد من التفاصيل المتعلقة بخروجه من سوريا، وسط تقارير صحفية تشير إلى نقله مبالغ ضخمة إلى روسيا.
الأسد أوضح في بيانه أنه لم يغادر سوريا بشكل مخطط له، كما لم يطلب اللجوء إلى روسيا، وأكد أنه ظل في دمشق حتى الساعات الأخيرة من المواجهات، قائلاً: “تابعت مسؤولياتي حتى صباح الأحد”، مشيرًا إلى أنه انتقل بعد ذلك بالتنسيق مع روسيا إلى اللاذقية ومن ثم إلى قاعدة حميميم.
وأضاف الأسد أن انسحاب الجيش من جميع خطوط القتال وسقوط آخر المواقع العسكرية دفع القيادة الروسية إلى اتخاذ قرار بإجلائه إلى موسكو، وأوضح أن هذا الإجراء جاء في ظل تصعيد الهجمات بالطائرات المُسيّرة على القاعدة الروسية، واصفًا الوضع حينها بأنه وصل إلى نقطة “استحالة الاستمرار”.
الأسد شدد في بيانه على أنه لم يطلب اللجوء أو التنحي، مؤكدًا أنه فضّل الاستمرار في القتال، واعتبر أن موقفه منذ بداية الحرب كان ثابتًا في رفض تقديم تنازلات شخصية أو المساومة على وطنه وشعبه.
بالتزامن مع هذا البيان، نشرت صحيفة “فاينانشال تايمز” تقريرًا يكشف عن تحويل الأسد نحو 250 مليون دولار نقدًا إلى روسيا عبر رحلات جوية، وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الأموال نُقلت بين عامي 2018 و2019، حيث تم إيداعها في بنوك روسية تخضع للعقوبات الدولية.
وفقًا للتقرير، تضمنت التحويلات أوراقًا نقدية تزن ما يقرب من طنين، تم شحنها إلى موسكو مقابل دعم عسكري وسلع روسية، وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الفترة شهدت نقصًا حادًا في العملات الأجنبية داخل سوريا، ما دفع النظام إلى اللجوء إلى هذه الوسائل لتعزيز موارده.
دافيد شينكر، الذي شغل منصب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى بين عامي 2019 و2021، أكد أن هذه التحويلات كانت متوقعة، مشيرًا إلى أن نظام الأسد لطالما عمد إلى نقل الأموال للخارج لضمان تأمين مكاسبه غير المشروعة.
التقرير الصحفي كشف أيضًا عن استخدام عائلة الأسد الأموال لشراء عقارات فاخرة في روسيا، مما يعكس طبيعة العلاقة المتشابكة بين النظام السوري والكرملين خلال تلك الفترة.