في لحظة تضحية… أم تلقي بنفسها للموت لتمنح طفليها الحياة في حادث ميكروباص أسيوط

آمنة مجدي10 ديسمبر 2024آخر تحديث :
ميكروباص ديروط

في ليلة مظلمة، حيث تكاد الرياح أن تهدأ وتخيم السكينة على كل شيء، وقعت حادثة مأساوية ستظل عالقة في أذهان الجميع، كانت ترعة الإبراهيمية بمركز ديروط مسرحًا لفصل حزين، أبطاله أشخاص عاديون، لكن أحدهم قدم تضحيات غير عادية، لن تُمحى من الذاكرة.

انزلقت السيارة التي كانت تقل 14 راكبًا في المياه المظلمة للترعة، في لحظة لم يتوقعها أحد، وفي تلك الدقائق العصيبة، حيث كان الموت يحيط بكل من في السيارة، كانت الأم تشعر بالفزع، لكنها اتخذت قرارًا يعجز عن وصفه الكلمات.

فوسط الفوضى والهلع، ألقت الأم بكلتا يديها طفليها نحو الأمل، تاركةً نفسها للمصير المحتوم، وقررت أن تعطيهما فرصة للحياة، حتى وإن كانت الثمن حياتها، لقد اختارت أن تكون نبعًا للأمل وسط بحر من اليأس.

ما إن انقلبت السيارة في المياه، انطلقت جهود الإنقاذ سريعًا، لكن الأسوأ كان قد وقع، تمكن الغواصون من انتشال العديد من الركاب، لكن قصة الأم المفقودة كانت أكثر ما آلم الحضور، الطفلتان نجتا، لكن الأم لم تقدر على النجاة، وكأنها قايضت حياتها بضحكة صغيرتيها.

المفاجأة التي تجدر الإشارة إليها، هي أن أربع سيدات قررن مغادرة الميكروباص قبل الحادث بسبب خلاف بسيط حول الأجرة، ليكنّ من بين المحظوظين الذين أفلتوا من مصير مأساوي، وفي المقابل تجمعت آليات الإنقاذ، وتعاون الأهالي في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكن قلب الأم سيبقى في الذاكرة طويلًا.

الاخبار العاجلة