في ظل تصاعد التوترات والصراعات المستمرة في قطاع غزة، تبرز بوادر أمل مشوبة بالحذر نحو التوصل إلى اتفاق هدنة طال انتظاره.
تصريحات أمريكية وأخرى صادرة عن حركة “حماس” تشير إلى تقدم ملموس في المفاوضات، لكن التحديات ما زالت قائمة، مما يجعل التفاؤل مشروطًا بتخطي العقبات المتبقية.
ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، عبّر عن تفاؤل مشوب بالحذر حيال المفاوضات الحالية، وأشار إلى أن هناك إمكانية حقيقية لإبرام اتفاق إذا تم تجاوز الخلافات الجوهرية بين الطرفين، قائلاً:
“لقد كنا قريبين من تحقيق ذلك في مرات سابقة، لكن الفجوات لم تُردم في النهاية.. دور الولايات المتحدة يقتصر على الدفع باتجاه الحلول، لكن القرار النهائي يعود إلى الطرفين المعنيين”.
ميلر أكد أن الحديث عن موافقة حركة “حماس” على كافة شروط الاتفاق غير دقيق، مشيرًا إلى أن أي اتفاق يتم التوصل إليه سيكون علنيًا وواضحًا، لكنه امتنع عن الخوض في التفاصيل قبل الإعلان الرسمي.
من جانبها، أكدت حركة “حماس” في بيان صدر من الدوحة، أن الوصول إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بات ممكنًا، لكنها ربطت تحقيق ذلك بعدم فرض شروط إضافية من قبل الجانب الإسرائيلي، وجاء في البيان:
“المناقشات الجارية في الدوحة تحت رعاية الوسطاء القطريين والمصريين تسير بشكل إيجابي.. الاتفاق ممكن إذا لم يستمر الاحتلال في وضع عراقيل جديدة”
قيادي في الحركة، تحدث لشبكة CNN، عبّر عن أجواء إيجابية تسود المباحثات، لكنه أشار إلى أن أي تغييرات دراماتيكية أو شروط مفاجئة قد تعيد الأمور إلى نقطة الصفر.
الوسطاء القطريون والمصريون لعبوا دورًا محوريًا في تقريب وجهات النظر بين الأطراف، ومع استمرار النقاشات الجادة في العاصمة القطرية، يبدو أن الوصول إلى هدنة مستدامة ليس مستحيلاً، لكنه يعتمد على إرادة الأطراف واحترام التفاهمات الأولية.
وعلى الرغم من الأجواء الإيجابية، فإن هناك عدة تحديات ما زالت قائمة، أبرزها المواقف المتصلبة من الجانبين والخلافات حول التفاصيل الجوهرية، كما أن الخوف من انهيار الاتفاق في اللحظات الأخيرة يظل حاضرًا في أذهان المراقبين.