شهدت مدينة جنين شمال الضفة الغربية، يوم السبت، مواجهات عنيفة بين المسلحين وعناصر من الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، في إطار عملية أمنية تهدف إلى تعزيز الاستقرار والأمن في المدينة.
ووفقًا لما ذكرته مصادر فلسطينية، فإن الاشتباكات اندلعت في مخيم جنين ومناطق سيلة الحارثية وحارة الجابريات، عندما دخلت قوات الأمن الفلسطيني إلى المخيم وطلبت من مجموعة من المسلحين تسليم أنفسهم، وقد أسفرت الاشتباكات عن مقتل أحد المسلحين وإصابة أحد أفراد الأمن الفلسطيني.
وفي تطور لاحق، أكد المتحدث باسم قوى الأمن الفلسطينية، أنور رجب، أن الأجهزة الأمنية تمكنت من إحباط هجوم وشيك بعد ضبط مركبة مفخخة كانت معدة للتفجير في وسط المخيم، موضحًا أن هذه المحاولة تشبه العمليات الإرهابية الداعشية.
كما أشار رجب إلى أن هذه ليست المحاولة الأولى من قبل المسلحين، حيث قاموا بتفجير سيارة مفخخة في وقت سابق وسط المدينة ما أسفر عن إصابة عدد من المواطنين وأفراد الأمن.
وأضاف رجب أن العملية الأمنية التي بدأت تحت اسم “حماية وطن” تهدف إلى تعزيز الأمن والسلام الأهلي، في وقت كانت الأجهزة الأمنية الفلسطينية قد أغلقت مناطق معينة في جنين للتعامل مع هذا التحدي المتصاعد، ويذكر أن السلطة الفلسطينية لا تتمتع بوجود دائم لقواتها في المدينة، حيث كان دخولها يتطلب تنسيقًا مسبقًا مع الفصائل المسلحة.
من جهتها، انتقدت حركة حماس العملية الأمنية في جنين، محذرة من أن تصاعد الاستهداف للمسلحين في المدينة سيؤدي إلى تأجيج التوترات الداخلية وزيادة الخلافات السياسية، ودعت الحركة القيادة الفلسطينية إلى التراجع عن هذه السياسات ووقف الاعتقالات السياسية في سجون السلطة.
تتزامن هذه المواجهات مع تحذيرات من فقدان السلطة الفلسطينية قدرتها على فرض الأمن في بعض المناطق، وهو ما قد يؤدي إلى المزيد من التفكك الداخلي في ظل التصعيد المستمر في الضفة الغربية.