تدور تكهنات متضاربة حول مغادرة بشار الأسد وعائلته لسوريا في ظل الأوضاع المتدهورة التي يمر بها النظام، وصحيفة “بيلد” الألمانية أفادت أن العائلة قد انتقلت إلى روسيا، في حين جاء نفي قاطع من إيران التي أكدت أن الأسرة لم تخرج من سوريا.
وتحدثت “بيلد” عن مغادرة أسرة الأسد، في الوقت الذي كانت فيه المعارضة السورية قد أطلقت عمليات عسكرية حول العاصمة دمشق، وهو ما يُعتبر مؤشرًا على قرب تراجع سيطرة النظام في قلب البلاد، لكن على الرغم من هذه التقارير، جاء التصريح الإيراني ليُفنّد هذه الأخبار تمامًا، حيث أكد النائب في البرلمان الإيراني يعقوب رضا زاده أن بشار الأسد وعائلته لم يغادروا سوريا.
ما بدأ كحكم محكم لعائلة الأسد يبدو الآن في طور الانهيار، حيث تجذب الانتباه التغيرات الكبيرة في دائرة السلطة المحيطة ببشار الأسد، ويعتبر بشار الأسد، الذي لطالما نُظر إليه كحاكم مستبد، مدعومًا بعائلته المتمثلة في شقيقه ماهر، شقيقته بشرى، وزوجته أسماء، بالإضافة إلى كبار الشخصيات العسكرية والاستخباراتية، مثل آصف شوكت ورامي مخلوف، لكن مع تصاعد الضغوط العسكرية والسياسية، بدأت أواصر هذا التحالف العائلي تتفكك.
ماهر الأسد.. يد بشار الظالمة
يُعد ماهر الأسد، الشقيق الأصغر لبشار، من أبرز الشخصيات داخل النظام السوري، وقائد الحرس الجمهوري السوري والفرقة المدرعة الرابعة، يشتهر ماهر بتشدده في مواجهة المعارضين، ويُنظر إليه كوجه قاسي للسلطة، وكان قد فرض الاتحاد الأوروبي عليه عقوبات عام 2011 بسبب تورطه في قمع الاحتجاجات الشعبية، وتُعرف ميليشياته، الشبيحة، بأنها كانت أحد أدوات النظام في قمع المتظاهرين، كما يتهمه البعض بالتورط في اغتيال رفيق الحريري، رئيس وزراء لبنان السابق.
بشرى الأسد.. السيدة الحديدية
بشرى الأسد، الأخت الوحيدة لبشار، تشتهر بلقب “السيدة الحديدية” وهي صيدلانية ومتشددة في مواقفها، وتلعب دورًا هامًا في إدارة النظام وتؤثر بشكل كبير على القرارات السياسية، وقد ساهمت في توتير العلاقة بينها وبين زوجة بشار، أسماء، التي كانت تسعى بدورها للحصول على لقب “السيدة الأولى”.
رامي مخلوف.. رجل الاقتصاد
رامي مخلوف، ابن خال بشار الأسد، يُعتبر واحدًا من أبرز رجال الأعمال في سوريا، ويسيطر على العديد من القطاعات الاقتصادية، من الاتصالات إلى الطاقة، ورغم علاقاته العائلية القوية، إلا أن مخلوف كان هدفًا لعقوبات دولية بسبب تورطه في قمع المعارضين وتجاوزات مالية كبيرة، إلا أن تصريحاته الأخيرة بشأن التبرع بجزء من ثروته للجمعيات الخيرية تشير إلى محاولة لتحسين صورته في الخارج.
آصف شوكت.. النسيب العسكري
أما آصف شوكت، زوج بشرى الأسد، فقد اكتسب ثقة بشار بعد فترة من العداء داخل العائلة، وعمل شوكت في المناصب العسكرية الرفيعة، وأصبح أحد أبرز الشخصيات الاستخباراتية في سوريا، ورغم علاقاته العسكرية القوية، فإن اسمه ارتبط بالعديد من الفضائح السياسية، بما في ذلك محاولة اغتيال رفيق الحريري.