تواصلت الاشتباكات العنيفة في مدينة حماة، رابع أكبر مدينة سورية، حيث تمكنت “هيئة تحرير الشام” والفصائل المسلحة المتحالفة معها من تطويق المدينة من ثلاث جهات، مما أدى إلى اندلاع معارك ضارية مع القوات السورية.
ووفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، وقع الهجوم السريع من الشمال بينما حاول الجيش السوري التصدي له، مما أدى إلى توترات كبيرة في المنطقة.
ولا تزال الاشتباكات مستمرة في جميع محاور المدينة، حيث يتصدى الجيش السوري للهجوم على جبل زين العابدين، الذي يطل على حماة، كما أن سلاح الجو الروسي قد تدخل لدعم القوات السورية في صد الهجمات المتواصلة من قبل الفصائل المسلحة.
وفي هذا السياق، أوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، أن شكل المعارك في حماة يتغير بشكل مستمر، مشيرًا إلى أن الاشتباكات حول جبل زين العابدين لم تتوقف منذ عدة أيام، وأضاف أن “هيئة تحرير الشام” تستمر في التوغل داخل ضواحي المدينة، بينما أطلقت البحرية الروسية صواريخ من قاعدة طرطوس باتجاه مواقع المواجهات.
أما في حلب، التي سيطرت عليها الفصائل المسلحة الأسبوع الماضي، فصفت الفصائل أنها الآن منشغلة في تحديد شكل السلطة التي ستتولى إدارة المدينة، وفيما يتعلق بالأحياء الكردية في حلب، أشار عبد الرحمن إلى أن مشكلة الأحياء مثل “الشيخ مقصود” و”الأشرفية” ما تزال قائمة دون حل.
من جانبه، أعلن الناطق باسم الفصائل المسلحة، حسن عبد الغني، أن الفصائل قد أحرزت تقدمًا من عدة محاور داخل المدينة، مع التوغل باتجاه مركز حماة، كما أفادت وسائل الإعلام السورية أن الفصائل استهدفت الأحياء السكنية في المدينة بقذائف الهاون والطائرات المسيرة، فيما دارت اشتباكات عنيفة في محيط اللواء 66 شمال شرق السلمية بريف حماة.
فيما أعلنت وزارة الدفاع السورية أن الطيران السوري الروسي المشترك استهدف تجمعات للمسلحين في ريف حماة، مشيرة إلى تعزيز تواجد القوات السورية في ريف المدينة الشمالي.
وفي خطوة تصعيدية، دعت الفصائل المسلحة في وقت سابق من اليوم جنود الجيش السوري في حماة إلى الانشقاق، كما نشر قيادي عسكري في “غرفة العمليات الإعلامية” للفصائل المسلحة مقطع فيديو على منصة “إكس”، طالب فيه الجنود برمي أسلحتهم والانشقاق، مع وعد بضمان سلامتهم، وتوعد القيادي بمواصلة القتال ضد القوات الحكومية، مؤكدًا أن “الحسم بات قريبًا”.
وقد تمكنت الفصائل المسلحة من السيطرة على العديد من البلدات في المنطقة، بالإضافة إلى سيطرتها على مدينة حلب، ثاني أكبر المدن السورية، ووفقًا للمرصد، أصبح الفصائل المسلحة الآن على مقربة من مدينة حماة، التي تعد نقطة استراتيجية حيوية للجيش السوري، حيث يعتبر تأمينها ضروريًا لحماية العاصمة دمشق، التي تقع على بعد حوالي 220 كيلومترًا إلى الجنوب.
ووفقًا للمرصد، تمكنت الفصائل المسلحة من محاصرة مدينة حماة من ثلاث جهات، حيث باتت على بعد 3 إلى 4 كيلومترات منها بعد سلسلة من الاشتباكات العنيفة مع الجيش السوري.