لا تزال مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية تعيش على وقع تصاعد الاشتباكات العنيفة بين قوات الأمن الفلسطينية ومجموعات مسلحة، حيث تستمر الحملة الأمنية التي بدأت في 5 ديسمبر لملاحقة المطلوبين والخارجين عن القانون.
في تطور جديد، أفاد مسؤولون في قطاع الصحة بمقتل رجل فلسطيني وابنه خلال المواجهات الأخيرة، والرجل البالغ من العمر 44 عامًا، قُتل مع ابنه أثناء تواجدهما على سطح منزلهما في مخيم جنين، بينما أُصيبت ابنته بجروح في الحادثة، ومن جهتها، نفت السلطة الفلسطينية مسؤوليتها عن مقتل الأب وابنه، مشيرة إلى أن الواقعة تخضع للتحقيق.
وفي حادث منفصل، لقي ضابط من قوات الأمن الفلسطينية مصرعه، وسط تضارب في الروايات حول طبيعة مقتله، ووفقًا لمسؤولين، قُتل الضابط نتيجة حادث عرضي، ليصل بذلك عدد القتلى في صفوف قوات الأمن خلال العملية المستمرة إلى ستة.
التوترات الأخيرة أودت بحياة ثمانية فلسطينيين على الأقل خلال الشهر الماضي، بينهم عضو بارز في “كتيبة جنين”، وهي مجموعة تضم مقاتلين من الأجنحة المسلحة لحركات حماس، الجهاد الإسلامي، وفتح.
وتؤكد السلطة الفلسطينية أن عمليتها تهدف إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى جنين، التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى ملاذ للجماعات المسلحة، وفق توصيفها، ومع ذلك تعكس هذه العملية انقسامات عميقة داخل المجتمع الفلسطيني، حيث تعاني السلطة الفلسطينية من تراجع شعبيتها، فيما يعبر البعض عن مخاوفهم من تحول المدينة إلى نموذج مشابه لما يحدث في غزة إذا استمرت الجماعات المسلحة في توسيع نفوذها.
مدينة جنين، التي تُعرف منذ عقود بأنها مركز للحركات المسلحة الفلسطينية، شهدت محاولات عديدة من الجيش الإسرائيلي لإضعاف نفوذ الفصائل فيها، دون نجاح دائم.