دون ملل أو شكوى، تتحمل الحاجة زينب الشربيني المسؤولة الكاملة لابنها لفترة استمرت 28 عامًا وحتى اللحظة الحالية، إذ أنه خلال عام 1997 رزقت زينب بطفلها عبد المنعم بمحافظة الدقهلية قريبًا من المنصورة، ويعاني عبد المنعم منذ قدومه إلى الدنيا من أعراض مرض هشاشة العظام بدرجة متقدمة، ليصبح شابًا زجاجيًا بمجرد القيام بأي حركة منه على الفور تنكسر إحدى أجزاء عظامه.
وبالرغم من صعوبة حالته، إلا أن عبد المنعم ما زال مثابرًا، حيث ينتسب إلى كلية الدراسات الإسلامية في جامعة دمياط الجديدة وحاليًا في السنة الدراسية الأخيرة، لم يكن عبد المنعم مثل أي شخص من عمره بسبب ظروفه المرضية، فكانت أمه تبادر في حمله إلى المدرسة ومن ثم الجامعة دون عناء أو شكوى، لتكون هي السند القوي لأبنها على مدار أيام حياته.
وتطمح الحاجة زينب في حصول ابنها على وظيفة حكومية ملائمة له وتضمن له مصدرًا مريحًا للدخل، متمنية أن يعيش حياة رغدة، واستكملت أنها دومًا تحمل حسن الظن بالله، وعلى يقين تام بأنه لن يتركها أو ابنها، حتى جاءت اللحظة المنتظرة وهي مكالمة شيخ الأزهر لها وطلبه لرؤية عبد المنعم، حينها شعرت بالرضا والعوض من الله.