بعد 14 عامًا من النزاع الدموي والمستمر في سوريا، أسدل الستار على فترة حكم بشار الأسد مع دخول فصائل المعارضة إلى دمشق فجر الأحد، في تطور تاريخي قد يغير وجه البلاد للأبد ومع ذلك، لا يزال مصير الأسد غير واضح، وسط تكهنات عديدة حول مكانه الحالي.
حسب التقارير الصادرة عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، والذي يتخذ من لندن مقرًا له، غادر بشار الأسد العاصمة دمشق على متن طائرة خاصة في الساعة العاشرة من مساء السبت، بعد أن أقلعت من المطار الدولي، دون تحديد وجهتها.
وتزامن إقلاع الطائرة مع انسحاب الجيش السوري والقوات الأمنية من المطار، وهو ما يعكس بداية انهيار النظام في العاصمة، وهذه التحركات ترافقت مع تعليق الرحلات الجوية من المطار لفترة.
أعلنت الفصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام إسقاط النظام واعتبرت دمشق مدينة “حرة”، داعية السوريين الذين نزحوا بسبب الحرب إلى العودة إلى بلادهم، وقد تمكنت هذه الفصائل من السيطرة على العديد من المنشآت الحيوية في العاصمة، بما في ذلك مقر التلفزيون والإذاعة.
حتى الآن، لم تتضح الوجهة التي اتخذها بشار الأسد بعد مغادرته دمشق، ولكن وفقًا لتصريحات رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، هناك ثلاثة احتمالات رئيسية: روسيا التي كانت الداعم الأول للأسد خلال النزاع، أو إيران التي قدمت الدعم العسكري، أو الإمارات التي ربما تكون الوجهة الأكثر احتمالاً بعد تطبيع العلاقات معها منذ عام 2018.
ومع إعلان فرار الأسد، بدأ الجنود في دمشق بالانسحاب من مواقعهم العسكرية، أفاد شهود عيان أن الآليات العسكرية تركت في شوارع المزة، وهي المنطقة التي تضم مقرات أمنية وعسكرية، وبحسب ما ذكره بعض الجنود، تم إبلاغهم بإخلاء المواقع والتوجه إلى منازلهم، مما يشير إلى أن قوات النظام كانت في حالة انهيار تام.