في خطوة غير مسبوقة، نجح الملياردير إيلون ماسك في تحويل منصة “إكس” (تويتر سابقًا) إلى مركز ثقل سياسي عالمي، حيث أعاد تعريف دور وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل الرأي العام والتأثير على الخطاب السياسي.
من خلال تعديلات خوارزمية مثيرة للجدل وترويج متعمد لأجندات سياسية محددة، باتت المنصة مساحة لصراع أيديولوجي يعيد تشكيل موازين القوى عالميًا.
أولى الخطوات التي اتخذها ماسك لتحقيق هذه الرؤية كانت إعادة هندسة خوارزميات منصة “إكس”، وصُممت الخوارزميات الجديدة لتضخيم المحتوى المؤيد للتيارات اليمينية المحافظة، مع تقليص الوصول للمحتوى المعارض، مما خلق بيئة معلوماتية مغلقة تُعزز من الانقسام المجتمعي.
هذا التوجه أثار انتقادات واسعة من خبراء الإعلام، الذين أشاروا إلى أن هذه التغييرات تُساهم في بناء فقاعات معلوماتية تُرسخ التطرف.
ولم يتوقف ماسك عند الخوارزميات فقط، بل استخدم حسابه الشخصي كأداة للترويج لأفكاره السياسية، كما قام بنشر تغريدات تدعم أحزابًا وتيارات معينة، وأعاد تدوير قضايا قديمة، مثل الجدل حول عصابات التدليل في بريطانيا، لإثارة النقاش العام واستقطاب الجمهور، وهذا النهج أدى إلى تحويل المنصة إلى ساحة لإعادة إحياء قضايا مجتمعية مثيرة للانقسام.
تجاوز تأثير ماسك حدود الولايات المتحدة، ليصبح لاعبًا محوريًا في الساحة السياسية الدولية، فدعمه للأحزاب اليمينية في أوروبا وترويجه لأجندات محددة أثار مخاوف من التأثير المتزايد للشركات التكنولوجية على استقلالية الحكومات، وهذا التدخل الواضح أثار تساؤلات عميقة حول خطورة تمركز السلطة الإعلامية في يد الأفراد.
فيما رحب أنصار التيارات المحافظة بالتغييرات الجديدة، جاءت الانتقادات من الجهات الليبرالية والوسطية التي اعتبرت هذه التحركات خطرًا على الديمقراطية، ومخاوفهم شملت التأثير السلبي على جودة النقاش العام وانتشار الأخبار الكاذبة، مع تزايد الانقسام المجتمعي.