تشهد الساحة السورية جدلًا واسعًا حول القرار الأخير بتمديد الفترة الانتقالية إلى أربع سنوات، فبينما يرى البعض في هذا الإجراء خطوة حكيمة تستفيد من دروس تجارب انتقالات سابقة في المنطقة، يذهب آخرون إلى اعتباره مؤشرًا على سعي جبهة تحرير الشام، بقيادة أحمد الشرع، إلى تعزيز قبضتها على السلطة.
وكانت الحكومة السورية الجديدة قد أعلنت في وقت سابق عن تشكيل حكومة مؤقتة برئاسة محمد البشير، على أن تستمر المرحلة الانتقالية حتى مارس 2025، إلا أن تصريحات الشرع الأخيرة حول تمديد هذه الفترة أثارت تساؤلات حول الأهداف الحقيقية وراء هذا القرار.
ويرى مؤيدو التمديد أن هذه المدة الإضافية ضرورية لإجراء حوار وطني شامل وبناء مؤسسات دولة قوية، وذلك لتجنب تكرار الأخطاء التي وقعت في دول أخرى شهدت ثورات الربيع العربي.
من جهة أخرى يعرب معارضو التمديد عن مخاوفهم من أن يستغل الشرع هذه الفترة لترسيخ سلطته وإقصاء القوى السياسية الأخرى، ويخشون من أن يؤدي هذا التمديد إلى مزيد من الانقسامات والصراعات في البلاد.
وفي هذا السياق، يرى الباحث السياسي الدكتور صفوان القدسي أن تمديد المرحلة الانتقالية يمثل رسالة طمأنة للأطراف الدولية والإقليمية، ويؤكد التزام الحكومة السورية الجديدة ببناء دولة مؤسسات.