تتزايد الانتقادات في إسرائيل حول وجود قواتها العسكرية في منطقة هضبة الجولان السورية، وسط تساؤلات من قادة ميدانيين بشأن جدوى استمرار التواجد في ظل غياب أهداف استراتيجية واضحة.
وفي هذا السياق، أكدت تقارير صحفية إسرائيلية، أبرزها من صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن ضباطًا في القيادة الشمالية يرون أن التواجد العسكري الإسرائيلي في المنطقة يفتقر إلى خطة طويلة الأجل، ويقتصر على الدفاع عن القوات في ظل تهديدات منخفضة.
ويعتقد هؤلاء القادة أن التواجد في الجولان قد يساهم في تصعيد التوترات مع السكان المحليين، الذين عبروا عن معارضتهم المستمرة لوجود القوات الإسرائيلية، ويشير البعض إلى أن هذا الوضع قد يؤدي إلى زيادة النشاط الإرهابي من قبل الجماعات المعارضة، التي ترى في القوات الإسرائيلية هدفًا مشروعًا.
وفي مقارنة مع الحدود الأخرى مثل قطاع غزة ولبنان، يرى الضباط العسكريون أن المنطقة الجبلية في الجولان يمكن مراقبتها بفعالية من خلال التكنولوجيا والنيران بدلاً من الحاجة لتواجد ميداني مكثف.
كما أثيرت جدل كبير حول السيطرة على قمة جبل الشيخ، حيث يعتبر بعض الضباط أن التمركز في هذه المنطقة قد يكون مكلفًا من الناحية اللوجستية والتشغيلية، خاصة في ظل الظروف الجوية القاسية.
على الرغم من هذه التحديات، يعيش الجنود الإسرائيليون في الجولان في ظروف صعبة، حيث يتمركزون في مواقع مؤقتة أو قواعد مهجورة للنظام السوري، ويقضون وقتهم في مهام روتينية مثل الدوريات وحراسة نقاط التفتيش، وتشمل مهامهم أيضًا العمل في إصلاح البنية التحتية وتقديم المساعدات الطبية للسكان المحليين، في محاولة لتخفيف حدة التوترات.
إلا أن بعض المناطق في الجولان تُعتبر “ميتة” من الناحية العملياتية، مما يزيد من صعوبة السيطرة عليها، كما يعاني الجنود من تحديات بيئية شديدة، خاصة في الأماكن المرتفعة مثل جبل الشيخ، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى مستويات متجمدة، مما يثير القلق بشأن قدرتهم على التكيف مع العواصف أو أي حالات طارئة قد تحول دون إجلائهم.
رغم هذه الصعوبات، يسعى الجيش الإسرائيلي إلى تعزيز التعاون مع السكان المحليين عبر بعض المبادرات، مثل إصلاح مضخات المياه وتقديم مساعدات طبية، وتهدف هذه المبادرات إلى تقليل التوترات مع السوريين وتعزيز التواصل بين الجيش والسكان المحليين.
ومع استمرار الضغوط لتقييم الوضع الاستراتيجي، تشير القيادة العسكرية الإسرائيلية إلى أن التواجد في الجولان يهدف إلى ضمان الاستقرار الأمني وضبط الحدود، ومع ذلك تزايدت الأصوات المطالبة بإعادة التفكير في استراتيجية التواجد العسكري، وتبني أساليب أكثر تطورًا مثل الاعتماد على المراقبة عن بُعد والتكنولوجيا الحديثة لتقليص التواجد الميداني البشري.