غيب الموت الفنان والكاتب الأردني القدير هشام يانس عن عمر يناهز 78 عامًا، بعد معاناة طويلة مع المرض.
ونعت الفنانة الأردنية أمل الدباس الفقيد بكلمات مؤثرة عبر حسابها على فيسبوك، حيث قالت:
“الأستاذ هشام يانس، الفنان الكبير والمعلم العزيز، رحل عن عالمنا ولكنه سيبقى حيًا في قلوبنا.. إنا لله وإنا إليه راجعون”
وُلد هشام يانس في مدينة يافا بفلسطين قبل أن يرحل مع عائلته إلى الأردن، وتلقى تعليمه الجامعي في كلية الحقوق بمصر، وأكمل دراسته العليا ليحصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية من الجامعة الأردنية عام 2007.
أبدع يانس منذ طفولته في تقليد الشخصيات العامة، وكان يتمتع بموهبة استثنائية جعلته قادرًا على تجسيد قادة وشخصيات بارزة مثل الملك الحسين، ياسر عرفات، وصدام حسين، مما أكسبه شعبية واسعة.
خلال مسيرته الفنية، قدم يانس العديد من المسرحيات المميزة على خشبة المسرح، من أبرزها “الرجل القذر” و”كلهم أولادي”، كما كتب أكثر من 82 مسلسلًا تلفزيونيًا و15 مسرحية سياسية، تضمنت أعمالًا مثل “مؤتمر قمة عرب”، و”نظام عالمي جديد”.
في المجال المسرحي، أطلق مسرحيات بارزة مثل “أهلا حكومة”، و”الحصار اللي صار”، و”التطبيع”، التي نالت إعجاب الجماهير بأسلوبها الساخر والرسائل العميقة.
ولم يقتصر عطاء يانس على المسرح والتلفزيون؛ فقد أسس أول مسرح مدرسي في أبوظبي، وأشرف على الأنشطة المسرحية في الإمارات وقطر، وبعد عودته إلى الأردن، ركز على الكتابة وقدّم أعمالًا تاريخية مهمة مثل “تل الفخار” و”الظاهر بيبرس”.
من أبرز بصماته التلفزيونية، المسلسل التعليمي “المناهل”، الذي ترك أثرًا كبيرًا لدى أجيال متعددة في العالم العربي.
حظي يانس بتقدير كبير طوال حياته، حيث نال عدة أوسمة وجوائز، أبرزها وسام الاستقلال من الدرجة الأولى ووسام الحسين للعطاء المتميز من الدرجة الثانية، تقديرًا لإسهاماته الكبيرة في الفنون والثقافة.
برحيله، فقدت الساحة الفنية العربية واحدًا من أعمدتها، لكن إرثه الفني والثقافي سيظل حاضرًا في ذاكرة الأجيال القادمة.