رغم أن بنية الإنترنت ما زالت سليمة، فإن الويب النفعي الذي نعتمد عليه يوميًا يشهد تدهورًا واضحًا، فمحركات البحث مثل “غوغل” أصبحت مليئة بالإعلانات والتخمينات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مما يصعب الوصول إلى محتوى مفيد، أما “أمازون”، فقد تحولت إلى سوق مليء بالمنتجات الرديئة المدعومة من المعلنين.
وفي وسائل التواصل الاجتماعي، تراجعت المنصات الكبرى مثل “فيسبوك” و”إكس”، بينما “تيك توك” مهدد بالحظر، كما أن الذكاء الاصطناعي زاد من انتشار المحتوى المزيف الذي يهدف لإثارة الجدل.
المشكلة الأساسية تكمن في هيمنة الشركات الكبرى على الإنترنت. هذه الشركات التي تملك السلطة والنفوذ، لم تعد تقدم ابتكارًا حقيقيًا، وبدلاً من ذلك تقوم بتقليص تكاليفها وتدير عملياتها بشكل يضمن استمرارية هيمنتها على السوق، فالابتكار اختفى، وحلت مكانه الممارسات التي تهدف إلى تعظيم الأرباح فقط.
وقد نكون على أعتاب نقطة فارقة في تاريخ الإنترنت. ففي عام 2025، قد نصل إلى نقطة الانهيار الكامل للنظام الرقمي كما نعرفه، ومع ذلك هناك أمل في أن يبدأ الناس في إعادة التفكير في تبعيتهم لهذه المنصات التي أصبحت تعاملهم كأرقام، بعيدًا عن المصلحة العامة والابتكار، وربما يكون هذا هو الوقت الذي يبدأ فيه المستخدمون في البحث عن بدائل تعيد لهم حرية الاختيار والابتكار في الفضاء الرقمي.