في تصريح جديد أثار اهتمامًا واسعًا، وجه محمد البشير، رئيس الحكومة الانتقالية في سوريا، نداءً لمواطنيه الذين غادروا البلاد خلال سنوات الحرب، داعيًا إياهم للعودة بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، وجاء ذلك في مقابلة صحفية مع صحيفة “كورييري ديلا سيرا” الإيطالية نُشرت اليوم الأربعاء.
قال البشير في تصريحاته:
“أدعو جميع السوريين الذين اضطروا للفرار إلى العودة إلى وطنهم… سوريا اليوم أصبحت أرضًا حرة، واستحقت فخرها وكرامتها… عودوا إلى بلدكم، فنحن ضامنين حقوق جميع المواطنين والطوائف على حد سواء”.
تصريحات البشير تأتي في وقت حساس، حيث شهدت سوريا مؤخرًا تحولات كبيرة في خريطة القوى السياسية في البلاد بعد الإطاحة بنظام الأسد.
وفي سياق موازٍ، دعا البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، في وقت سابق اليوم إلى تعزيز “الاحترام المتبادل” بين الأديان في سوريا، مطالبًا بضرورة عيش الشعب السوري بسلام وأمان في وطنه، وقال البابا خلال الجلسة الأسبوعية العامة:
“أصلي من أجل أن يعيش الشعب السوري في سلام، وأن تتعاون الديانات المختلفة في صداقة واحترام، من أجل خير هذه الأمة التي عانت الكثير”.
من جهة أخرى، أكد البشير بعد تكليفه بإدارة حكومة انتقالية حتى مارس 2025، أن المرحلة الحالية هي مرحلة استقرار وهدوء، في إشارة إلى أن البلاد دخلت مرحلة جديدة بعد أكثر من خمسين عامًا من حكم عائلة الأسد، ويأتي هذا التحول بعد سقوط بشار الأسد الذي فر إلى موسكو بعد سنوات من حكمه التي امتدت لربع قرن.
وفي ظل هذه التطورات، قررت “هيئة تحرير الشام”، التي قادت الهجوم ضد نظام الأسد، تعيين البشير رئيسًا للحكومة الانتقالية، حيث كانت الهيئة تسيطر على مناطق واسعة في شمال غرب سوريا، وتعتبر هذه الخطوة خطوة حاسمة في الانتقال السياسي الذي تشهده البلاد بعد سنوات من الصراع.
وفي هذا السياق، أكد قائد هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، أن سوريا اليوم في حاجة ماسة إلى الخروج من دائرة الحرب، مشيرًا إلى أن الشعب السوري أصبح منهكًا وأنه لا مجال لمزيد من الصراعات.
