فقدت الساحة الأدبية اليمنية يوم 25 نوفمبر 2024 أحد أبرز الأسماء في مجال الأدب والثقافة، الكاتبة والروائية ناجي صلاح، التي أثرت عالم الأدب بإبداعاتها وأعمالها الأدبية المميزة، فرحيلها لم يكن مجرد فاجعة لمتابعيها ومحبيها، بل كان لحظة حزينة أعادت تسليط الضوء على مسيرتها التي تركت فيها بصمة واضحة في الثقافة اليمنية والعربية.
ولدت ناجي صلاح في العاصمة صنعاء عام 1978، ومنذ صغرها أظهرت شغفًا ملحوظًا بالأدب والكتابة، حيث بدأت في كتابة القصص القصيرة في سن مبكرة، وفي عام 1996، أطلقت أولى أعمالها الأدبية من خلال نشر بعض القصص في المجلات المحلية، لتبدأ بعدها رحلة الإبداع التي أثمرت عن العديد من الكتب المميزة مثل “خطوط شذى”، “الزهرة تعبر جدارها الأخير”، و”كيف أنام دون حكاية”، وأصبحت هذه الأعمال جزءًا لا يتجزأ من الأدب اليمني المعاصر، وعكست بصدق هموم الإنسان اليمني وقضاياه.
إلى جانب كتاباتها الأدبية، كان للكاتبة الراحلة دور كبير في دعم الطفولة والثقافة في اليمن، حيث ساهمت في تأسيس “مؤسسة إبحار للطفولة والإبداع” في عام 2004، وكانت المؤسسة تهدف إلى تعزيز حقوق الطفل وتوفير بيئة ثقافية إبداعية للأطفال من خلال الفنون المختلفة، ما يبرز اهتمامها الكبير بمستقبل الأجيال القادمة.
توفيت الكاتبة ناجي صلاح بعد صراع طويل مع مرض لم تُكشف تفاصيله بعد، ما جعل رحيلها يثير العديد من التساؤلات، ورغم غياب التفاصيل حول نوع المرض، فإن ما تبقى من أعمالها وإرثها الأدبي يؤكدان على أنها ستظل حاضرة في ذاكرة الثقافة اليمنية والعربية، وأن رحيلها لم يكن نهاية، بل بداية لاستحضار أفكارها وتجاربها.