في تطور جديد على الساحة اللبنانية، تسلم رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، رد جماعة حزب الله على المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار، وبحسب مراسلة قناة الحرة، فإن المبعوث الأميركي عاموس هوكستين سيصل إلى بيروت يوم الثلاثاء المقبل لإجراء محادثات حول وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، وسط تصعيد عسكري إسرائيلي غير مسبوق في لبنان، وهذا الرد الذي سلمته جماعة حزب الله إلى بري سيصل إلى السفارة الأميركية ليتم إرساله إلى واشنطن، فيما أوضحت مصادر لبنانية أن زيارة هوكستين إلى بيروت مرتبطة بمضمون الرد اللبناني على المسودة الأميركية.
تتضمن المسودة الأميركية التي تسلمها حزب الله 13 بندًا، حيث أكدت مصادر سياسية أن لبنان سيرد رسميا على هذه المسودة خلال الـ48 ساعة القادمة، بالتزامن مع استمرار الضربات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت ومناطق أخرى، وأحد البنود المهمة في المسودة يتعلق باللجنة التي ستشرف على تنفيذ القرار 1701، والتي تشمل دولًا قد يرفض لبنان مشاركتها مثل بريطانيا وألمانيا.
علاوة على ذلك، يصر لبنان على تمسكه الكامل بمندرجات القرار الدولي 1701، خاصة تلك المتعلقة بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية بموجب القرار 425، ووفقًا للمصادر السياسية فإن البحث في الورقة اللبنانية يركز على آلية تنفيذ البند المتعلق بحصر السلاح في جنوب الليطاني بالجيش اللبناني، بالتعاون مع اليونيفيل (القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان).
في الوقت ذاته، يواصل الجيش الإسرائيلي غاراته العنيفة على مناطق مختلفة في لبنان، بما في ذلك الضاحية الجنوبية لبيروت، في تصعيد عسكري غير مسبوق، وهذه الغارات وصلت إلى حدود منطقة مار مخايل وعين الرمانة، حيث تضررت كنيسة “سيدة النجاة” جراء الهجمات على المباني السكنية في هذه المناطق، والغارات الإسرائيلية أدت إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 22 آخرين، بالإضافة إلى حدوث حرائق كبيرة بسبب الهجمات على المحلات التجارية.
هذا التصعيد يأتي في وقت حساس، حيث يستعد لبنان للمشاركة في مؤتمر منتدى روما المتوسطي هذا الأسبوع، الذي سيعقد في إيطاليا، لمناقشة التطورات على الساحتين اللبنانية والفلسطينية، كما يتناول جدول أعمال المنتدى اقتراحات لفرض عقوبات على إسرائيل نتيجة استخدامها القوة المفرطة ضد المدنيين في لبنان وفلسطين.
من جهة أخرى، أفادت وسائل الإعلام اللبنانية بأن الجيش الإسرائيلي قد توغل إلى عمق الأراضي اللبنانية في الخط الثاني من الحدود الجنوبية، وهو ما يشير إلى تصعيد في العمليات العسكرية البرية، وبعد اشتباكات مع مسلحي حزب الله، انسحب الجيش الإسرائيلي، ولكن هذا التوغل يمثل أعمق نقطة في عملياته البرية منذ بدء الهجمات قبل أكثر من 6 أسابيع.