كان الليل هادئًا في مركز أشمون بمحافظة المنوفية، لكن ذلك الهدوء لم يكن إلا بداية لعاصفة من الحزن والألم، مناع عبدالرحمن، الشاب المعروف بطيبة قلبه واستعداده لمساعدة الآخرين، انطلق بسيارته على الطريق الإقليمي، غير مدرك أن هذا الطريق سيقوده إلى نهايته المأساوية.
بينما كان يقود سيارته، لفت انتباهه فتاة صغيرة تقف على جانب الطريق، كانت تبدو خائفة وضعيفة، تلوح بيدها لطلب المساعدة، ودون تردد، توقف مناع؛ فكيف له أن يتجاهل استغاثة فتاة في مثل هذا العمر؟ سمح لها بركوب السيارة، ولم يكن يعلم أن الشرك قد نُصب له بإحكام.
الفتاة، التي تبلغ من العمر 15 عامًا، لم تكن سوى جزء من مخطط شيطاني أعده أربعة أشخاص، بينهم شقيقها واثنان من أقاربها، كانوا يترصدون السيارات المارة على الطريق الإقليمي، باحثين عن فريستهم القادمة.
تواصلت الفتاة مع شركائها بينما جلست بجوار مناع، وعند نقطة متفق عليها، انضم الآخرون إلى السيارة، لم تمر دقائق حتى انقلبت الأجواء داخل السيارة إلى كابوس، حيث حاولوا سرقة المجني عليه، لكنه رفض الاستسلام وقاوم بكل ما أوتي من قوة، لكن المقاومة لم تشفع له؛ حيث قاموا بخنقه وطعنه بسلاح أبيض قبل أن يلوذوا بالفرار، تاركين وراءهم جثته في سيارته.
عندما اكتُشف جثمان مناع، عم الحزن كل من عرفه، والشرطة بقيادة وحدة مباحث أشمون، تحركت بسرعة لفك لغز الحادثة، وكانت كاميرات المراقبة على الطريق الإقليمي هي المفتاح الذي قاد إلى المتهمين، وفي أقل من 24 ساعة، تم تحديد أماكنهم، وألقي القبض عليهم.
فالشاب الذي توقف بدافع إنساني ليمنح الأمان لفتاة صغيرة، وجد نفسه ضحية جريمة دبرها صغار تتراوح أعمارهم بين 15 و20 عامًا، واليوم تسير جنازته وسط دموع أهله وأحبائه، بينما تقف العدالة لتحاسب من سرقوا حياته وأطفؤوا نوره.