في خطوة أثارت جدلًا واسعًا، أعاد المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الروسي فلاديمير بوتين التواصل بعد انقطاع دام نحو عامين، وخلال المكالمة شدد بوتين على ضرورة مراعاة مصالح روسيا الأمنية في أي اتفاق لإنهاء الحرب الأوكرانية، بينما دعا شولتس إلى انسحاب القوات الروسية وبدء محادثات سلام مع كييف.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انتقد بشدة هذه المكالمة، معتبرًا أنها تقوض الجهود الدولية لعزل بوتين، وقال إن المحادثة لم تضف شيئًا نحو تحقيق “سلام عادل”، بل منحت موسكو فرصة لتخفيف عزلتها، وأشار زيلينسكي إلى أن بوتين يسعى منذ فترة طويلة لتحريك الأوضاع لصالحه عبر هذه المحادثات.
يتزامن هذا التطور مع فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث أشار ترامب إلى إمكانية إنهاء الحرب سريعاً، دون الإفصاح عن خطته، ما أثار مخاوف أوكرانيا وحلفائها من تأثير سياسات ترامب المستقبلية على الدعم الغربي لكييف.
شولتس أعرب خلال المكالمة عن قلقه من تقارير تشير إلى وجود قوات كورية شمالية في روسيا للمشاركة في العمليات القتالية، كما أكد تصميم ألمانيا على دعم أوكرانيا حتى تحقيق سلام دائم، مشيرًا إلى أن المحادثة مع بوتين ستُطلع عليها كييف وحلفاء ألمانيا في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.
قدمت ألمانيا حتى الآن 15 مليار يورو لدعم أوكرانيا، لكنها تواجه ضغوطًا داخلية من أحزاب معارضة تطالب بمزيد من الوسائل الدبلوماسية لإنهاء الحرب.
هذه التطورات تعكس تعقيد المشهد السياسي العالمي في ظل استمرار الحرب الأوكرانية، وسط تحركات جديدة قد تعيد تشكيل مسار الأحداث.
