تعاني مجموعة فولكس فاجن وعلامتها الرئيسية من تراجع حاد في أرقام المبيعات، مما دفع الإدارة إلى اتخاذ إجراءات تقشفية صارمة تشمل تسريح عدد من العمال، خفض الرواتب، وإغلاق ثلاث من مصانعها الكبرى في ألمانيا بحلول عام 2025، وفي خطوة مماثلة، أعلنت علامة أودي التجارية التابعة لفولكس فاجن عن إغلاق مصنعها الرئيسي في بروكسل كجزء من خطة إعادة هيكلة واسعة.
تواجه المجموعة العديد من التحديات الاقتصادية بما في ذلك ضغوطات شديدة من المنافسة العالمية، حيث بدأت الشركات الصينية في السيطرة على أسواق السيارات بفضل الإنتاج الكثيف الذي أصبح يصعب على بعض الشركات الأوروبية مجاراته، في هذا السياق، قرر الاتحاد الأوروبي فرض رسوم عقابية على السيارات الصينية الكهربائية في أكتوبر الماضي، حيث اعتبرت بروكسل أن الشركات الصينية تتلقى دعماً حكومياً من بكين مما يؤثر على مبدأ المنافسة العادلة في السوق الأوروبية.
على الرغم من محاولات الحكومات الأوروبية لفرض قيود على الهيمنة الصينية في صناعة السيارات، يرى العديد من رؤساء الشركات الأوروبية أن هذه السياسات قد تضر الجميع، في هذا الصدد، صرح أوليفر بلومه، الرئيس التنفيذي لشركة فولكس فاجن، بأن فرض الرسوم العقابية على السيارات الصينية يشكل تهديداً خاصاً على صناعة السيارات الألمانية، حيث يمكن أن يضر السوق الصينية بشكل كبير.
ويعكس الوضع الصعب الذي يواجهه القطاع الألماني تقرير صادر عن معهد “إيفو” للبحوث الاقتصادية، والذي أظهر تدهوراً ملحوظاً في مناخ الأعمال في قطاع صناعة السيارات بألمانيا، وفقاً للتقرير تراجع مؤشر المناخ الصناعي إلى سالب 27.7 نقطة في أكتوبر، وشكت أكثر من 44% من الشركات من نقص الطلبات، وهي نسبة لم تُسجل منذ بداية أزمة كورونا في 2020.