كشف أحمد الشرع، المعروف بلقب “أبو محمد الجولاني”، قائد هيئة تحرير الشام، عن خارطة طريق تهدف إلى إعادة هيكلة المشهد العسكري في سوريا عقب الإطاحة بنظام الرئيس السابق بشار الأسد.
وأكد الجولاني، في بيان رسمي، أن المرحلة المقبلة ستشهد توحيد الفصائل المسلحة تحت مظلة الجيش السوري الجديد، مشيرًا إلى ضرورة تبني “فكر الدولة” بدلاً من عقلية المعارضة التي سادت في السنوات الماضية، وأضاف:
“سيتم حل جميع الفصائل العسكرية الموجودة حاليًا، ودمج مقاتليها ضمن تشكيلات الجيش الجديد الخاضع لوزارة الدفاع، على أن يلتزم الجميع بالقانون وتوجيهات الدولة”
وفي تصريحات أخرى نُشرت عبر قناة المكتب الإعلامي لهيئة تحرير الشام على منصة تليغرام، أكد الجولاني أن التجنيد الإجباري سيتم إلغاؤه باستثناء تخصصات محددة، وستكون فترات الخدمة قصيرة ومحددة مسبقًا، كما أعلن عن نية السلطات العمل على رفع رواتب عناصر الجيش بنسبة تصل إلى 400%، في إطار تحسين ظروف المعيشة للمقاتلين وتهيئتهم للمرحلة الجديدة.
وأوضح الجولاني أن أولويات الحكومة المقبلة ستركز على إعادة بناء ما دمّرته الحرب، مشيرًا إلى أن هناك خططًا عاجلة لإعادة المهجرين إلى مناطقهم الأصلية والتخلص من المخيمات المؤقتة التي ظلت قائمة لسنوات، وأضاف:
“سنعمل على إنهاء معاناة النازحين، وضمان عودتهم الكريمة حتى آخر خيمة”
وفي سياق آخر، تعهد الجولاني بحل جميع قوات الأمن التي كانت تابعة للنظام السابق، ووقف العمل بالسجون التي اشتهرت بسمعتها السيئة خلال العقود الماضية، وأكد أن هذه الخطوة تأتي في إطار بناء الثقة بين الشعب والسلطات الجديدة، وإزالة جميع مخاوف الماضي.
على صعيد آخر، صرح الجولاني لوكالة رويترز بأن هيئة تحرير الشام تجري تنسيقًا مستمرًا مع منظمات دولية مختصة لضمان التعامل الآمن مع المواقع التي يُعتقد أنها تحتوي على أسلحة كيماوية، ورحّبت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بهذه التصريحات، معتبرة أنها خطوة إيجابية نحو تحقيق الاستقرار.
واختتم الجولاني بيانه بتأكيده أن المرحلة المقبلة ستشهد قرارات اقتصادية حاسمة، إلى جانب تكثيف الجهود لتحقيق الأمن والاستقرار في كافة أرجاء سوريا، وأكد أن الهدف الأساسي يتمثل في تجاوز سنوات الحرب والدمار، وبناء دولة حديثة تضمن حقوق جميع المواطنين دون تمييز.