نفذ تنظيم داعش عملية إعدام لـ 54 جنديًا سوريًا في بادية حمص، بالقرب من السخنة، حيث كان هؤلاء الجنود قد هربوا من الخدمة العسكرية خلال انهيار النظام السوري.
وقد أثار هذا الهجوم تساؤلات جديدة حول قدرة تنظيم داعش على استعادة قوته في المنطقة، رغم مرور سنوات طويلة منذ أن تم اجتياح مناطقه الرئيسية من قبل تحالفات دولية بقيادة الولايات المتحدة.
وفي تعليق على هذا الحدث، يشير الباحث السياسي المتخصص في الجماعات الإسلامية، منير أديب، إلى أن “داعش” لا يزال يشكل تهديدًا في سوريا، مؤكدًا أن التنظيم قد يعيد ظهور نفسه مجددًا من خلال هجمات وأعمال عنف مستمرة، ويقول أديب: “الوضع الراهن في سوريا يوفر فرصًا للتنظيمات المتطرفة لتوسيع نطاق تأثيرها، مما قد يزعزع استقرار المنطقة بشكل عام.”
ووفقًا لأديب، فإن سيطرة هيئة تحرير الشام على بعض المناطق قد تدفع التنظيمات الإرهابية الأخرى للتحرك في محاولة للاستفادة من الفراغ الأمني والسياسي، مؤكدًا أن المشهد السوري سيظل عرضة لتفشي التطرف والعنف.
من جهة أخرى، يرى الباحث السياسي مازن بلال أن “داعش” لا يعمل الآن فقط بدافع قوته الذاتية، بل قد يكون مدفوعًا من جهات دولية تسعى لإعادة ترتيب التوازنات في المنطقة، ويشير بلال إلى أن المناطق التي ينشط فيها “داعش”، وخاصة في البادية السورية، تقع تحت مراقبة الولايات المتحدة، ما يفتح الباب لعدد من الاحتمالات بشأن مستقبل الوضع في هذه المناطق.
وتوقع بلال أن يشهد المستقبل القريب المزيد من المواجهات في البادية السورية، وربما تمتد تلك الاشتباكات إلى مناطق أخرى مثل جنوب سوريا وحوران، وأضاف أن “داعش” قد يحاول استغلال التغيرات الدولية والمحلية في محاولته لاستعادة دوره، وهو ما يثير القلق بشأن التصعيد القادم.
إعدام الجنود السوريين الـ54 من قبل داعش يظل علامة فارقة تثير الكثير من المخاوف حول العودة المحتملة للعنف في سوريا، حيث يُعتقد أن هذا الحادث قد يكون بداية لتصعيد أكبر من قبل التنظيمات المتطرفة في المستقبل القريب.