في كلمة مؤثرة، استنكر الجعفري حجم المعاناة التي لا تُحصى والتي عاناها الشعب السوري الأبرياء جراء الفساد المستشري، فمافيا الفساد، كما وصفها، لم تكتفِ بتدمير الاقتصاد والبنية التحتية، بل ألحقت أضرارًا بالغة بالنسيج الاجتماعي، وأجبرت الملايين على ترك ديارهم بحثًا عن حياة كريمة في مناطق أخرى، مما أدى إلى كارثة إنسانية حقيقية.
أكد الجعفري أن سرعة انهيار النظام تعكس بوضوح افتقاره إلى أي دعم شعبي حقيقي، فالشعب السوري، بما في ذلك الجيش والقوات المسلحة، لم يروا في هذا النظام ممثلاً لهم أو حامياً لمصالحهم، مما أدى إلى عزلة تامة للنظام وانهياره السريع.
وصف الجعفري فرار بشار الأسد بأنه هروب جبان ومذل، مؤكداً أن هذه الطريقة التي غادر بها البلاد تؤكد تماماً أن التغيير الذي حدث كان ضرورياً وحتمياً فرار الحاكم بهذه الطريقة، بعيداً عن أي مسؤولية وطنية، يرمز إلى فشل النظام وانهياره التام.
وجه الجعفري اتهامات لاذعة للنظام السوري، واصفاً إياه بأنه ملجأ للسقط المتاع والفساد، وأضاف أن النظام كان يمارس سياسة تهميش الكفاءات وتشجيع الفساد، مما أدى إلى تدهور الأوضاع في البلاد، لقد عانى الشعب على مدى عقود من ظلم مستبد، حيث تعرضوا لأبشع أنواع القمع والاضطهاد، وتم تهميش الكفاءات وطرد النخب التي تسعى إلى التغيير.
من هو الجعفري
ولد في دمشق عام 1956، وتدرج في سلك الدبلوماسية السورية حتى وصل إلى منصب الممثل الدائم لبلاده في الأمم المتحدة، حيث مثّل سوريا دوليًا لأكثر من عقد من الزمان.
في منتصف عام 2023، تم تكليفه بمهمة تمثيل سوريا في روسيا، حيث أصبح صوته مسموعاً في الدفاع عن مصالح النظام السوري، ويتميز الجعفري بمهارات خطابية عالية، مما جعله مدافعاً شرساً عن سياسات الرئيس بشار الأسد.