أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن مشاركتها الفاعلة في معرض “وما بينهما” الذي يقام في مدينة جدة، وذلك عبر تقديم مجموعة قيمة من القطع الأثرية المميزة من مقتنيات متحف الفن الإسلامي بالقاهرة، يأتي هذا القرار بعد الحصول على الموافقة الرسمية من لجنة المعارض الخارجية بالوزارة، والتي تختص بالمشاركات الدولية.
يهدف المعرض الذي يستمر لمدة أربعة أشهر، إلى تسليط الضوء على تاريخ الحج وطريق الحجيج القديم، حيث سيتم عرض قطع أثرية مرتبطة مباشرة بهذا الشأن، وتُظهر جوانب مختلفة من الحياة اليومية للحجاج وتجاربهم على مر العصور.
وتأتي مشاركة مصر في هذا المعرض تتويجًا لسلسلة من المشاركات السابقة في معارض دولية، حيث سبق لها المشاركة في معرض “شطر المسجد” الذي استمر لمدة عامين، وعرض فيه أكثر من 130 قطعة أثرية من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، سلطت الضوء على أهمية المساجد ودورها في الحضارة الإسلامية.
وكانت مصر قد شاركت في معرض “شطر المسجد” بـ 84 قطعة أثرية من مقتنيات متحف الفن الإسلامي بالقاهرة، تضمنت منابر ومحاريب وكراسي مصاحف وأدوات إضاءة، عكست جميعها الإبداع الفني الذي وصل إليه المسلمون في مختلف العصور.
يُعد متحف الفن الإسلامي بالقاهرة، الذي تأسس عام 1903، أحد أهم المتاحف في العالم المتخصصة في الفن الإسلامي، ويضم مجموعة ضخمة من القطع الأثرية التي تعود إلى عصور وبلدان مختلفة، مثل الهند والصين وإيران والشام ومصر وشمال أفريقيا والأندلس، وعلى الرغم من تعرضه لأضرار في عام 2014، إلا أنه تم ترميمه وإعادة افتتاحه في عام 2017، ليعود إلى حيّز الخدمة ويستقبل الزوار من جميع أنحاء العالم.
تعتبر مشاركة مصر في معرض “وما بينهما” خطوة مهمة لتعزيز التعاون الثقافي بين مصر والمملكة العربية السعودية، وإبراز الدور الحضاري الذي لعبته الحضارة الإسلامية في المنطقة، كما تساهم هذه المشاركة في التعريف بالثروة الأثرية التي تمتلكها مصر، وحفظها ونقلها إلى الأجيال القادمة.