أحرزت دولة الإمارات العربية المتحدة تقدمًا كبيرًا في مؤشر المساواة بين الجنسين لعام 2024، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، حيث احتلت المرتبة السابعة عالميًا والأولى إقليميًا، ويأتي هذا الإنجاز كدليل على التزام الدولة بدعم حقوق المرأة وتعزيز دورها في مختلف المجالات، خاصة بعدما كانت تحتل المرتبة 49 في عام 2015.
هذا النجاح لم يكن صدفة، بل نتيجة رؤية قيادية مستنيرة جعلت تمكين المرأة أولوية وطنية، وقد أعربت سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، عن فخرها بهذا التقدم، مشيدة بالدعم الذي تقدمه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”، وأوضحت أن المبادرات الوطنية الموجهة لتمكين المرأة أسهمت في تعزيز مكانتها كشريك أساسي في تحقيق التنمية المستدامة.
وتتمتع المرأة الإماراتية بمشاركة فاعلة في مختلف قطاعات التنمية، حيث تقلدت مناصب قيادية وأسهمت بشكل بارز في دوائر صنع القرار، ويضمن دستور الدولة حقوقًا متساوية بين الجنسين، مدعومًا بتشريعات وسياسات رائدة، وقد صنفت الإمارات الأولى عالميًا في نسبة تمثيل النساء في البرلمان، حيث تشكل النساء 50% من أعضاء البرلمان، وفقًا لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2024.
رغم هذه الإنجازات، أشارت الباحثة والخبيرة ريتا الشمالي إلى أن بعض القوانين تحتاج إلى المزيد من التطوير لتحقيق المزيد من العدالة والمساواة، لكنها أكدت أن الإمارات تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق المزيد من التقدم في مجال تمكين المرأة، خاصة في مجالات التعليم والمشاركة السياسية وصنع القرار.
منتدى المرأة العالمي – دبي 2024، المزمع عقده تحت شعار “تسريع منجزات المساواة بين الجنسين”، يعد منصة مثالية لتعزيز الشراكات العالمية وتبادل الخبرات. ويهدف المنتدى إلى مناقشة السياسات والتشريعات الداعمة للمرأة، مما يعكس التزام الإمارات بدعم الجهود الدولية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وبتصدرها المؤشرات العالمية والإقليمية، تثبت الإمارات أن تمكين المرأة هو مفتاح لتحقيق مجتمعات أكثر ازدهارًا واقتصادات شاملة، ويمثل هذا الإنجاز رسالة للعالم بأن المساواة بين الجنسين ليست مجرد هدف، بل ضرورة أساسية لرسم مستقبل مستدام.