في تصعيد جديد في النزاع اللبناني الإسرائيلي، استهدفت غارة إسرائيلية، مساء الأحد، منطقة رأس النبع في بيروت، مما أسفر عن مقتل محمد عفيف، مسؤول الإعلام في حزب الله، وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له إن الهجوم كان “ضربة دقيقة بناء على معلومات استخباراتية” وأنه استهدف عفيف بسبب “تورطه المباشر في نشاط حزب الله ضد إسرائيل”.
يعد محمد عفيف، المعروف إعلامياً باسم الحاج محمد عفيف، من أبرز الشخصيات داخل حزب الله، حيث كان له دور بارز منذ تأسيس الحزب في الثمانينيات، وكان مسؤولًا عن العلاقات الإعلامية للحزب، وأدى أدوارًا حاسمة في الأزمات التي مرت بها الجماعة، مثل التصعيدات العسكرية مع إسرائيل، كما مثل حزب الله في الانتخابات البرلمانية اللبنانية، وكان له حضور قوي في الإعلام، حيث كان غالبًا ما يتحدث باسم الحزب في المؤتمرات الصحفية التي يعقدها من الضاحية الجنوبية لبيروت، حتى في المناطق التي استهدفتها الغارات الإسرائيلية.
خلال الأيام الأخيرة من التصعيد، عفيف نفى الاتهامات الإسرائيلية لحزب الله بتخزين أسلحة في المناطق السكنية بالعاصمة بيروت، كما دحض الرواية الإسرائيلية التي ادعت تحقيق “إنجازات” في جنوب لبنان، مؤكدًا أن ترسانة حزب الله “مستقرة” ولديه القدرة على إدارة الحرب لفترة طويلة.
في رد على اغتيال عفيف، نعى حزب الله المسؤول الإعلامي، ووصفه بـ “القائد الإعلامي الكبير والشهيد العظيم على طريق القدس”، مؤكدًا أنه سيواصل النضال ضد إسرائيل، وأشار الحزب في بيانه إلى أن الغارة أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص آخرين، بينما أُصيب 14 آخرون، إضافة إلى الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمنطقة، وهذا التصعيد الإسرائيلي على بيروت، والذي استهدف مناطق حيوية مثل رأس النبع، يعكس توسيعًا جديدًا لمناطق الاستهداف منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان الشهر الماضي.
الغارة على رأس النبع تأتي في وقت حساس، حيث كان حزب الله يرفض بشكل قاطع الاتهامات الإسرائيلية المتعلقة بخزن الأسلحة بين المدنيين، كما تأتي في إطار العمليات العسكرية المستمرة بين حزب الله وإسرائيل، والتي أدت إلى تصعيد مستمر في الضاحية الجنوبية والجنوب اللبناني.