أعلن الكرملين اليوم السبت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قدم اعتذارًا رسميًا لنظيره الأذربيجاني إلهام علييف، وذلك على خلفية الحادث المأساوي الذي تعرضت له طائرة أذربيجانية في المجال الجوي الروسي يوم الأربعاء الماضي، مما يُشير إلى خطورة الحادث وملابساته المُحيطة.
أوضح الرئيس الروسي لنظيره الأذربيجاني أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية كانت في حالة تأهب قصوى ونشاط ملحوظ في المنطقة التي حاولت فيها طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية الهبوط في مدينة غروزني قبل أن تتحطم، وذلك بسبب التوترات الإقليمية والتهديدات الأمنية، مما يُثير تساؤلات حول إمكانية تدخل هذه الأنظمة في الحادث.
من جانبه، أبلغ الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف الرئيس بوتين بأن الطائرة الأذرية المنكوبة تعرضت لما وصفه بـ “تدخل مادي وفني غريب” أثناء تحليقها في المجال الجوي الروسي، مما أدى إلى فقدان السيطرة عليها بشكل كامل، الأمر الذي يُضيف غموضًا للحادث ويُفتح الباب للتكهنات حول أسبابه الحقيقية.
في سياق مشابه أفادت وكالة تاس الروسية للأنباء اليوم السبت بأن الخطوط الجوية الوطنية في تركمانستان أعلنت عن توقف الرحلات الجوية المنتظمة بين عشق أباد وموسكو لمدة شهر كامل، ابتداءً من 30 ديسمبر كإجراء احتياطي بعد حادث الطائرة الأذربيجانية، مما يعكس مخاوف دولية بشأن الأوضاع الأمنية في المنطقة.
جاء هذا القرار عقب تحطم طائرة أخرى تابعة للخطوط الجوية الأذربيجانية في كازاخستان قرب مدينة أكتاو يوم الأربعاء، حيث انحرفت عن مسارها لتجنب منطقة في جنوب روسيا تُستخدم بانتظام من قبل موسكو لأنظمة الدفاع الجوي ضد الطائرات المسيّرة الأوكرانية، وفقًا لما أوردته وكالة رويترز، ما يثير تساؤلات حول الحادثين وإمكانية وجود صلة بينهما.
يُثير تزامن الحادثين وتدخل أنظمة الدفاع الجوي الروسية في المنطقة تساؤلات جدية حول ملابسات هذه الأحداث، واحتمالية وجود تدخل عسكري أو تقني فيها، مما يستدعي تحقيقًا دقيقًا وشفافًا لكشف الحقائق وراء هذه الحوادث المُقلقة.