ودّعت المملكة العربية السعودية المهندس عبدالله العلي النعيم، أمين مدينة الرياض الأسبق، الذي وافته المنية عن عمر ناهز 90 عامًا.
وُلد الراحل في عام 1931 بمحافظة عنيزة بمنطقة القصيم، حيث نشأ في بيئة تعزز التعليم والعمل الجاد، لينطلق بعدها في رحلة زاخرة بالعطاء والإنجازات التي أثرت بشكل كبير على المشهد العمراني والثقافي في المملكة.
النعيم بدأ مسيرته المهنية بإسهام بارز في قطاع التعليم، حيث شغل منصب مدير تعليم منطقة الرياض عام 1962، وبعد ذلك تولى مسؤولية أمانة مدينة الرياض في عام 1976، واستمر في هذا المنصب حتى عام 1991.
خلال فترة قيادته لأمانة العاصمة، أشرف على تنفيذ مشاريع تنموية كبرى غيرت ملامح الرياض، وجعلتها نموذجًا يحتذى به في التحديث والتطوير العمراني على مستوى المنطقة.
تميز عبدالله النعيم بإنجازات لافتة في مسيرته، حيث حاز على عدة أوسمة رفيعة تقديرًا لجهوده، ونال وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الممتازة، ووسام الملك حسين بن علي من المملكة الأردنية الهاشمية، ووسام العرش بدرجة قائد من المملكة المغربية.
هذه التكريمات جاءت تقديرًا لدوره البارز في دفع عجلة التنمية وبناء شراكات تعاونية مع العديد من المؤسسات داخل المملكة وخارجها.
الراحل كان يحمل شهادة الهندسة المعمارية من جامعة القاهرة، التي شكلت أساس مسيرته المهنية، بعد التخرج، تقلد عدة مناصب قيادية، منها رئاسة مجلس إدارة مركز الملك سلمان الاجتماعي بالرياض، وعضوية مجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية، بالإضافة إلى عضويته في الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.
كما أسس وترأس المعهد العربي لإنماء المدن، الذي يُعد من أهم مؤسسات التنمية الحضرية في المنطقة العربية، وشغل عضوية مجلس إدارة منظمة المدن الكبرى (متروبولس) التي يقع مقرها في الرياض.
في عام 2020، وثّق النعيم محطات حياته وتجربته المهنية في كتابه “بتوقيعي.. حكايات من بقايا السيرة”، وهذا العمل يُعد مرجعًا يروي تفاصيل رحلة شخصية قادت مشاريع تنموية بارزة، وتركت بصمة لا تُنسى في مسيرة بناء مدينة الرياض.
يُذكر أن الراحل شغل أيضًا منصب رئيس مجلس إدارة شركة الغاز والتصنيع الأهلية، وكان عضوها المنتدب، مما يُبرز مدى تنوع إسهاماته في مختلف المجالات.
ورغم تعدد مناصبه، كان النعيم يتمتع برؤية إنسانية وثقافية جعلته يُؤسّس شراكات مع مؤسسات وجمعيات محلية وإقليمية، مسهمًا في تعزيز التنمية المستدامة.
برحيل عبدالله العلي النعيم، تفقد المملكة أحد أعمدتها البارزة في مجال الهندسة والتنمية الحضرية، تاركًا إرثًا خالدًا في تاريخ الرياض وحياة من عملوا معه، وذاكرة مليئة بالإنجازات التي ستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة.
