في إطار الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى المملكة العربية السعودية، أصدرت الدولتان بياناً مشتركاً يعكس التزامهما العميق بتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية، بما يعكس حجم التعاون الكبير بين البلدين في مجالات متعددة، وأكد البيان على أهمية تطوير وتنويع الشراكات الاقتصادية في مجالات مثل الطاقة، والصناعة، والصحة، والذكاء الاصطناعي، والفضاء، والمستقبل المستدام.
كما تم الإعلان عن خارطة طريق جديدة للشراكة الاستراتيجية بين السعودية وفرنسا، والتي تشمل مجالات رئيسية مثل الدفاع، والتعليم، والتكنولوجيا، وتم توقيع مذكرة تفاهم لتشكيل مجلس شراكة إستراتيجية مشترك بين البلدين، برئاسة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الفرنسي ماكرون، وهذا المجلس سيتولى تعزيز العلاقات بين البلدين في القطاعات الحيوية وتوسيع نطاق التعاون المشترك.
وأكد الجانبان على تعزيز التعاون في مجالات الطاقة المتجددة، حيث أشادوا بالاتفاقيات السابقة في مجالات الطاقة النووية السلمية، وتنمية مشاريع الهيدروجين، كما أشاروا إلى أهمية العمل المشترك في تقنيات الطاقة النظيفة لتقليل الانبعاثات الكربونية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويُتوقع أن تشهد المرحلة القادمة مزيداً من التعاون في تطوير مشروعات الطاقة الخضراء.
وفي إطار مبادرات “السعودية الخضراء” و”الشرق الأوسط الأخضر”، رحب الطرفان بمزيد من التعاون في مكافحة تغير المناخ، واتفقا على تعزيز الجهود العالمية لضمان استدامة البيئة.
وأبرز البيان أيضاً التعاون الثقافي بين الرياض وباريس، مشيداً بالمشاريع المشتركة مثل “فيلا الحجر” في العلا، ودور فرنسا في دعم التراث الثقافي السعودي، كما تم الإعلان عن تأسيس المعهد الفرنسي في المملكة بحلول عام 2025 لتعزيز العلاقات الثقافية والتعليمية بين البلدين.
وعلى الصعيد السياسي، ناقش الجانبان القضايا الإقليمية والدولية، بما في ذلك الأزمات في فلسطين وأوكرانيا، مشددين على أهمية إيجاد حلول سلمية تستند إلى ميثاق الأمم المتحدة، كما أكدا التزامهما بتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، بما في ذلك دعم لبنان واليمن ومكافحة الإرهاب في منطقة البحر الأحمر.
من جانب آخر، أكد البيان على تعزيز التعاون الدفاعي بين المملكة العربية السعودية وفرنسا، سواء في التدريب العسكري أو تبادل الخبرات الأمنية، وقد شدد الجانبان على أهمية التصدي للتهديدات المشتركة، مثل الإرهاب، وتعزيز التعاون في مجالات الأمن السيبراني.