في خطوة مفاجئة في أكتوبر 2023، وبعد تعثر صفقة شراء 48 طائرة يوروفايتر تايفون بسبب معارضة ألمانيا ومشاركتها في مشروع “البرنامج العالمي القتالي الجوي” (GCAP) الذي تقوده المملكة المتحدة بالتعاون مع إيطاليا واليابان، تقدمت السعودية لشراء 54 طائرة رافال F4.
قد يظن البعض أن هذه الخطوة كانت مجرد مناورة لإعادة تحريك ملف صفقة التايفون أو للحصول على تنازلات من الولايات المتحدة، التي كانت علاقاتها مع الرياض تشهد تغييرات ملحوظة آنذاك، لكن المعطيات على الأرض أظهرت خلاف ذلك.
فعلى الرغم من ذلك، شهدت العلاقات بين الرياض وباريس تحسنًا كبيرًا في الأشهر التي تلت هذا الطلب، وفي أغسطس 2024، أكدت وزارة الدفاع السعودية وجود “فرص واعدة” للتعاون مع داسو للطيران في مجال الصناعات العسكرية، وفي المقابل لم تتأخر المنافسة، ففي يناير 2024 أعلنت ألمانيا رفع القيود المفروضة على مبيعات الأسلحة إلى السعودية، في محاولة لإحياء صفقة الطائرات تايفون بقيادة المملكة المتحدة.
وفي تطور مثير، أكد وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاجاني، في وقت قريب من زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الرياض، أن التعاون ضمن مشروع GCAP قد يمتد ليشمل المملكة العربية السعودية، مما يعكس رغبة متزايدة في تعزيز الشراكة الدفاعية بين السعودية والدول الأوروبية.
على الرغم من هذه التطورات، تبقى طائرات رافال الفرنسية في موقع قوي لإبرام الصفقة مع السعودية. ورغم أن الإعلان عن الصفقة لم يكن متوقعًا أثناء زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون في ديسمبر 2024، فإن المحادثات بين الجانبين كانت تشير إلى تقدم إيجابي نحو هذا الهدف.
وفي تصريحات الرئيس الفرنسي خلال زيارته إلى الرياض، أكد ماكرون أن البلدين حققا تقدمًا كبيرًا في مجالات الأمن والدفاع، مع رغبة قوية للمضي قدمًا في مشروع رافال، وهو ما يوضح تطورًا ملحوظًا في العلاقات الثنائية بين فرنسا والسعودية.
من الجدير بالذكر أن “نادي رافال” يضم دولًا مثل الإمارات، قطر، مصر، الهند، واليونان، التي حصلت أو على وشك الحصول على طائرات رافال، ووفقًا لتصريحات وزير القوات المسلحة الفرنسي، سيباستيان ليكورنو، في يونيو 2023، قد تتعاون الدول المشاركة في “نادي رافال” على تطوير الطائرة باستخدام معيار F5، مع تقارير تشير إلى مناقشات غير رسمية مع الإمارات بشأن تمويل مشترك لتطوير محرك جديد من طراز M-88 T-REX، وهذا يطرح سؤالًا حول ما إذا كانت السعودية ستنضم إلى هذا الجهد التطويري المشترك في المستقبل القريب.