كانت ليلة هادئة في حي صغير بمحافظة الأحساء، حيث اجتمعت عائلة الجبران في منزلهم المعتاد، جلس الأب حسين مع أبنائه، بينما انشغلت الأم بترتيب الغرف، وفي الزاوية، كان هاتف محمول موصولًا بشاحن، لم ينتبه أحد إلى أن تلك اللحظة البسيطة ستكون بداية نهاية مأساوية.
وبينما كان الابن حسن يذاكر في غرفته، لاحظ وميضًا غريبًا ينبعث من غرفة الجلوس، اقترب ليجد أن شاحن الهاتف قد بدأ في الانصهار، وألسنة اللهب بدأت تلتهم الأريكة، أسرع حسن إلى عمه باسل الذي كان في الغرفة المجاورة، وأخبره عن الحريق.
هرع باسل يحمل دلوًا صغيرًا من الماء، محاولًا السيطرة على النيران، لكن مع كل محاولة، كانت النيران تزداد قوة، بينما بدأ الدخان الكثيف يغزو المنزل.
وفي هذه اللحظة، لاحظ الأب حسين تصاعد الدخان، فركض نحو الأبواب لفتحها، محاولًا إنقاذ أفراد العائلة، لكن مع كل خطوة كان الدخان يخنقه ويضعف حركته، وتمكن باسل بصعوبة من سحب والديه إلى الخارج، لكن حسن، بدافع المسؤولية، عاد إلى الداخل لإنقاذ إخوته.
لم يكن أحد يتوقع أن الدخان سيكون أخطر من النيران، ففي الداخل، تمدد الدخان السام كوحش صامت، متسللًا إلى كل زاوية، ومع مرور الدقائق فقد حسن القدرة على التنفس، وسقط وسط الغرف المغلقة.
عندما وصلت فرق الدفاع المدني، كان المنزل قد غمره الدخان تمامًا، ورغم الجهود الجبارة لإنقاذ من بداخله، إلا أن المأساة كانت قد وقعت، وسبعة أفراد من العائلة فارقوا الحياة نتيجة الاختناق بالدخان، فيما نجت الأم فقط، لتبقى شاهدة على هذا الحادث الأليم.